2008-10-30 15:48:26

مؤتمر صحفي لتقديم مستند مجمع التربية الكاثوليكية حول قبول وتنشئة الكهنة


تم صباح اليوم الخميس تقديم مستند مجمع التربية الكاثوليكية حول "التوجيهات في شأن استعمال المؤهلات السيكولوجية لقبول وتنشئة المرشحين للكهنوت"، وذلك خلال مؤتمر صحفي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بالفاتيكان شارك فيه رئيس مجمع التربية الكاردينال زينون غروخوليفسكي والمطران جان لوي بروغيس الأمين العام والأب كارلو بريشاني وهو عالم نفساني ومستشار في المجمع نفسه.

قدم الكاردينال غروخوليفسكي مداخلة شدد فيها على أن المستند ليس لحل المسائل النظرية التي تخص العلاقات بين السيكولوجيا واللاهوت والروحانية بل يهدف إلى تقديم إسهام ذي طابع عملي، مشيرا إلى أن تعليم الكنيسة ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني تكلم على إمكانية الاحتكام إلى المؤهلات السيكولوجية لتمييز أصالة دعوة المرشحين للكهنوت.

يشير المستند إلى جوهر المسألة الكامن في الإطار الاجتماعي الثقافي الحالي الذي يؤثر على عقلية المرشحين لدخول الإكليريكية ويؤخر تقدم مسيرة تنشئتهم نحو الكهنوت، كما أنهم يفكرون مليا في ما قد ينتظرهم بمواجهة تسلط عقلية مطبوعة بالفكر الاستهلاكي وعدم استقرار العلاقات العائلية والاجتماعية كما النسبية الأدبية الأخلاقية والمفاهيم الخاطئة عن الجنس وضحالة الخيارات إضافة إلى نكران منهجي للقيم.

ويؤكد المستند على ضرورة تنشئة كهنوتية متكاملة للمرشحين في أبعادها الروحية والفكرية واللاهوتية ولا تكتمل إلا بالبعد الإنساني كما يقول الإرشاد الرسولي "أعطيكم رعاة" لأنه ركن التنشئة الكهنوتية الشاملة.

ولفت غروخوليفسكي إلى أنها تنشئة نضوج إنساني على حس المسؤولية والصدق الذاتي والمقدرة على السيطرة على النفس، وهذه كلها بهدف أن يحيا المدعو غنى عاطفته الخاصة في تقديم ذاته للرب الواحد والثالوث وللإخوة، ويتمكن من تخطي مصاعبه لبلوغ استقرار داخلي عميق، وليحيا عفته في البتولية من دون تعريض اتزان عاطفته وعلاقاته للمجازفة وكي يندفع نحو التزام شخصي، حرّ وواع.

وعرض رئيس مجمع التربية الكاثوليكية الأفكار الأساسية لهذا المستند فقال إن الدعوة إلى الكهنوت وتمييزها تتطلبان تعاونا وثيقا مع مؤهلات علم السيكولوجيا وتمران في الكنيسة ومن خلالها إذ تعود للأسقف المسؤولية الأخيرة  للتعرف على دعوة الروح الداخلية وتثبيتها على أنها دعوة للخدمة الكهنوتية.

كما سطر دور المنشّئين الأساسي وضرورة إعدادهم الجيد في موضوع تربية الدعوات وأكد على أهمية دور المرشدين الروحيين والمعرّفين الجوهري في عملية النضوج الإنساني وأن مساعدة "الأب الروحي والمعرّف هي أساسية". وسطر أن أهداف تنشئة المرشحين للكهنوت لا تبلغ مرامها إلا بتواصل المدعو مع عمل النعمة الإلهية فيه.

ولفت الكاردينال غروخوليفسكي إلى أن الاحتكام إلى خبراء في علم النفس أمر مساعِد فقط ومفيد في بعض الحالات، فلا يجب أن يكون مطلقا استعمال المؤهلات السيكولوجية عملا إلزاميا أو عاديا لقبول وتنشئة المرشحين للكهنوت، وتندرج بالتالي في إطار التنشئة الشاملة للمدعو والمحافظة على قيمة الإرشاد الروحي الذي لا بديل عنه، كذلك فإن خبراء علم النفس لا يصنفون البتة في عداد المنشّئين.

وسطر الكاردينال غروخوليفسكي في المستند ثلاثة مواضيع شائكة وهي صفة الخبراء المختارين وحق المرشح للكهنوت بسمعة طيبة وداخلية وأخيرا استعمال كشف الخبراء الحصري لأهداف التنشئة، وأكد على وعي الأسقف الأدبي ليميز ويتفحص بالاستناد إلى أدلة إيجابية، أهلية المرشح إلى الكهنوت.








All the contents on this site are copyrighted ©.