البابا خلال مقابلته العامة: ليست الكنيسة جمعية بل جماعة دعاها الله لتكون كنيسة حقيقية

تحت سماء صافية وشمس خريفية دافئة، اكتظت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بثلاثين ألفا من الحجاج والمؤمنين الذين تهافتوا لسماع تعليم البابا الأسبوعي اليوم الأربعاء وتمحور حول فكرة الكنيسة - الجماعة لدى القديس بولس، فشدد على أن الكنيسة "ليست جمعية بل جماعة مدعوة من الله لتكون كنيسة يسكن حقا فيها، هيكل مشترك يقوم على علاقات شخصية صادقة ذات طابع عائلي" ولذلك يجب أن "نكون نحن مكانا لمحبة الله ولحضوره في العالم والتاريخ".

قال البابا بندكتس الـ16 إن كلمة كنيسة تعني بحسب العهد القديم من الكتاب المقدس جماعة الشعب التي دعاها الله، وهي اليوم "جماعة المؤمنين بالمسيح الجديدة". ويضيف أن المعنى يشير من جهة إلى أكثر من جماعة في الكنيسة ولكنها تشكل وحدة موحَّدة أي أنها كنائس محلية متعددة تنتظم في كنيسة واحدة هي كنيسة الله الذي دعاها وانتخبها عروسا للمسيح. فالكنيسة مؤسسة مرتبطة بالإعلان المباشر لكلمة الله على كل الشعوب وهو إعلان يضمهم كشعب الله الأوحد.

ولفت الحبر الأعظم إلى أن بولس حين اهتدى إلى المسيح القائم من الموت على طريق دمشق، عرف أن المسيحيين لم يكونوا خائنين لكلمة الله الموحاة في التوراة والعهد القديم بل أن الله أتى من أجل الشعوب أجمعين حيث تتحقق الأمانة للإله الواحد: "فشعب الله الوحيد هو كنيسة الله بالمسيح".

وأضاف أن التحول الجذري في حياة بولس ظل محور تبشيره الرامي إلى غرس جماعة المؤمنين بالمسيح وتوطيدها، فجعل من أولئك الأفراد جماعة مسيحية. ونوه الأب الأقدس بمفهوم بولس الحصري للكنيسة أي أنها جسد المسيح السري مستلهما من علم اجتماع الحقبة الرومانية لتكوين الجسد من أعضاء مختلفة ووحدته التامة، فكل عضو يقوم بدوره وكل الأعضاء ضرورية لحياة الجسد. ويسطر بولس أيضا الاختلافات والتنوعات الموجودة في جسد الكنيسة كما يشدد على أهمية صلابة بنيان الجسد درءا للفوضى والتفكك والانحلال.

وأشار البابا إلى أن الكنيسة ليست فقط منظمة ولكنها تصبح جسد المسيح حقا في سر الإفخارستيا حيث يتناول جميع المؤمنين جسده فيغدون جسدا وروحا بالمسيح، كما أن الواقع يتخطى المشهد السوسيولوجي بحيث نصبح كلنا واحدا بالمسيح يسوع. وفي ختام مقابلته العامة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، حيا البابا بندكتس الـ16 المؤمنين والحجاج بلغات مختلفة ومنحهم من ثم بركته الرسولية.