2008-10-14 16:33:53

الجلسة الرابعة عشرة لأعمال الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة


واصل آباء السينودس صباح الثلاثاء نقاشاتهم لليوم العاشر على التوالي. بلغ عددهم 241. نقاشات الأمس تمحورت حول مسألة الهجرة التي تشكل حسب رأي كثيرين فرصة لعمل الكنيسة الإرسالي. وفي الواقع لا يمكن اعتبار المهاجرين، قال آباء السينودس، منبع قلق رعوي وحسب إذ بإمكانهم أن يصبحوا مرسلين قادرين على إنشاء جماعات كاثوليكية جديدة. وتساءل آباء السينودس لماذا لا نعطي لكل مهاجر نسخة عن الكتاب المقدس لينقلها أينما حلّ؟ من السينودس انطلقت أيضا دعوة للحوار مع اليهودية والإسلام وكذلك أيضا مع البوذية والكونفوشية وهي ديانات تحوي معالم كثيرة من الدين المسيحي شأن الحياة النسكية والحج والتمسك بقيم العائلة.

مرة أخرى كرّس آباء السينودس في مداخلاتهم قسطا وافرا للحديث عن الوضع المأسوي في الهند. وضع أثار لدى الحاضرين مشاعر التضامن. الأسقف البرازيلي أسيفيدو تطرق إلى مسألة انتشار البدع وخصوصا في أمريكا اللاتينية في ما دعا أسقف بوزنان في بولندا إلى مزيد من الاهتمام بالشعب اليهودي وإلى تخطي أشكال معاداة السامية.

"أنا ابن أرض إبراهيم، العراق". هي كلمات بطريرك بابل للكلدان عمانوئيل الثالث ديلي في مداخلته اليوم أمام الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة بحضور قداسة البابا بندكتس السادس عشر الذي وجه كلمة تحدث فيها عن تفسير الكتاب المقدس مشيرا إلى الوثيقة المجمعية في الوحي الإلهي.

مداخلة البطريرك ديلي تأتي في فترة يتعرض فيها المسيحيون في هذا البلد إلى اضطهاد وأعمال عنف. قال غبطته: إني على ثقة بأن آباء السينودس يريدون المزيد من المعلومات عن الوضع في العراق هذا البلد المعذب. إن كلماتي لن تكون قراءة سياسية إنما كلمات أب روحي يعيش منذ نصف قرن مع أبنائه ويرى مواطنيه يتألمون ويموتون. كلمات أب روحي يشعر بواجب الدفاع عن حقوق الكنيسة ومؤمنيها وتنبيه المسؤولين بضرورة السير على درب السلام والأمن.

مضى غبطة البطريرك ديلي إلى القول: لقد بذلنا كل ما بوسعنا لإحلال السلام والطمأنينة في العراق حيث الأوضاع في بعض المناطق مأسوية للغاية وحيث الحياة صعبة بسبب غياب السلام والأمن ومعهما أشياء أخرى أساسية لحياة المواطنين إذ ينقص التيار الكهربائي ومياه الشرب والمحروقات والخطوط الهاتفية في ما تعطلت طرقات عديدة وأُغلقت المدارس ناهيك عن النقص في عدد العاملين في المستشفيات في ما يخشى الناس على حياتهم بدافع أعمال الاختطاف والتخويف. وما القول عن عمليات الخطف اليومية وغير المبرَرة والتي تلحق الضرر بعائلات كثيرة دفعت فدية لكنها لم تسترجع أعزاءها المخطوفين؟ زد إلى ذلك الأعداد المتزايدة للقتلى ضحايا السيارات المفخخة والانتحاريين الذين يحملون أحزمة ناسفة.

إن عيش كلمة الله يعني بالنسبة لنا الشهادة لها، حتى بتضحية الذات، كما حصل ويحصل حتى الآن من خلال تضحيات أساقفة وكهنة ومؤمنين واصلوا البقاء في العراق أقوياء في إيمانهم تغذيهم محبة المسيح وشعلة كلمة الله. ولهذا أتوسل إليكم أن ترفعوا الصلوات من أجلنا ومعنا للسيد المسيح، الكلمة الإلهي، وتقاسموننا قلقنا ورجاءنا وآلام جراحنا كي تبقى كلمة الله الذي صار جسدا في كنيسته دعما لنا. أضاف البطريرك ديلي يقول: خُطف أسقفان وستة عشر كاهنا من كهنتنا وأُفرج عنهم بعد دفع فدية كبيرة. إن البعض منهم أصبح في عداد الشهداء الذين يرفعون الصلوات لأجلنا من السماء ومن بينهم الأسقف فرج رحّو و الكاهن رغيد غني.

الأسقف غي بولس نجيم النائب البطريركي العام على نيابة أبرشية صربا المارونية سطر في مداخلته أمس ضرورة أن ترافق قراءةَ الكتاب المقدس تهيئةٌ لاهوتية ملائمة. كما حذر من مخاطر تفسير إيديولوجي وسياسي للكتاب المقدس. أما الكردينال ريناتو مارتينو رئيس المجلسين البابويين للعدالة والسلام ورعوية المهاجرين والمتنقلين فقد تناول العلاقة بين كلمة الله والعقيدة الاجتماعية للكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.