2008-10-13 12:47:38

الجلسة الثانية عشرة لأعمال الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة


واصل آباء السينودس صباح الاثنين نقاشاتهم لليوم التاسع على التوالي. بلغ عددهم 234.  يبدو أن السينودس بدأ يعطي ثماره إذ تكاثرت المبادرات لقراءة الكتاب المقدس في مدن عديدة كانت آخرها مدينة روما إذ قرئت مقاطع منه مباشرة على شاشات التلفزة في إطار مبادرة "الكتاب المقدس ليلا ونهارا" قام بها أكثر من ألفي ومائتي قارىء قدموا من مختلف أنحاء العالم. وكان قداسة البابا بندكتس السادس عشر قد افتتح القراءة يوم افتتاح السينودس حول كلمة الله.  قال صاحب المبادرة، التي جمعت معا ستة عشر يهوديا و عشرين أرثوذكسيا و خمسة مسلمين و 36 ممثلا عن العالم البروتستانتي، إن الكتاب المقدس قادر على هدم جدران اللامبالاة والبغض وعدم التسامح.

افتتحت الجلسة بصلاة رافقتها تراتيل زادت من الرونق الروحي لهذا اللقاء. أمين عام السينودس رئيس الأساقفة إيتيروفيش قرأ جدول الأعمال وأعطى الكلمة للكردينال توركسونْ رئيس رابطة المجالس الأسقفية لأفريقيا الغربية الذي تحدث عن الخبز الإفخارستي وعن الحضور الإفخارستي للمسيح. بعدها تعاقب عدد من آباء السينودس على الكلام بينهم الكردينال سكولا بطريرك البندقية الذي تحدث عن "قراءة مقدسة" للكتاب المقدس. البطريرك الماروني الكردينال مار نصر الله بطرس صفير أشار في مداخلته إلى الفقرة رقم 56 من وثيقة العمل والتي تتطرق إلى الحوار الديني وتحديدا إلى العلاقات بين المسيحيين والمسلمين. وقال إن هذه العلاقة متجذرة في تاريخ لبنان منذ بداية الإسلام في القرن السابع. نقرأ في وثيقة العمل: أن الكنيسة تنظر بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد، الحي والرحوم، خالقَ السماء والأرض، الله الذي خاطب البشر. وتشير الوثيقة عينها إلى لقاء أسيزي الذي جرى في عام 1986. قال البابا بندكتس السادس عشر في هذا الصدد: نريد البحث عن دروب المصالحة والعيش ضمن احترام هوية الآخر. يتسم لبنان، مضى غبطته إلى القول، بهذا التعايش الإسلامي المسيحي منذ مطلع الإسلام على الرغم من بعض الصعاب التي عكَّرت تاريخهم المشترك. وفي هذه الفترات الأخيرة أي منذ أربعين عاما أضحى التعايش الإسلامي المسيحي أشدَ صعوبةً بدافع تدخلات  خارجية زادت من تعقيد الأوضاع. لا نريد الحديث عن الشؤون  السياسية لكننا نقول إن وضع المسيحيين في لبنان يزداد صعوبة يوما بعد يوم في ما ظاهرة الهجرة راحت تتنامى. فخلال أربعين سنة هاجر أكثر من مليون لبناني، بين مسيحيين ومسلمين على السواء، باتجاه بلدان غربية. وإذا استمرت موجة الهجرة هذه فسوف نتساءل: كم سيبقى من المسيحيين في الشرق الأوسط حيث ولد المسيح وعاش ومات على الصليب لخلاص البشر. مع ذلك، مضى البطريرك الماروني إلى القول، لن نيأس. وطالما لدينا إيمانٌ ولدينا شفعاء في السماء فلن نفقد الرجاء. لدينا الإيمان والرجاء. ونرفع الصلوات على هذه النية. ومع بركة الحبر الأعظم نطلب منكم أن تساندوننا بصلواتكم.

 

رئيس أساقفة ساو باولو بالبرازيل الكردينال شيريرْ تناول في مداخلته مسألة تنقل الأشخاص ولاسيما في أزمنتنا الراهنة فقال لا بد من تشجيعهم على حمل كلمة الله التي لا تعرف حدودا جغرافية أو ثقافية. تطرق عدد كبير من آباء السينودس الأفارقة إلى مسألة استخدام وسائل الإعلام في إعلان كلمة الله. الكردينال دانيلز رئيس أساقفة مالين بروكسل أشار إلى العوائق التي تعترض إعلان كلمة الله  ومنها صعوبة الاتصالات وصعابٌ ثقافية. الكردينال فالليني قال على السينودس أن يُشجع مبادرات قراءة الكتاب المقدس وتفسيره في الرعايا وداخل الجماعات الكنسية.     

 

قال لي أحد آباء السينودس إن هدف السينودس رعوي تحديدا. مع ذلك وعندما نحاول التعمق في الأمور العقائدية لُنتيح لها أن تنيرنا إنما نسعى إلى توسيع اللقاء مع كلمة الله على أنها ينبوع حياة في مختلف أوساط الحياة فنطرحَ من أجل هذا على المسيحيين وعلى ذوي الإرادة الصالحة طرقا صحيحة وعلمية للإصغاء إلى الله والتحدث معه. هدفٌ آخر للسينودس هو العمل على توضيح الوجهات الأساسية الحقيقية حول الوحي والتقليد والكتاب المقدس والسلطة التعليمية التي ُتحرك الاحترام والحب العميق للكتب المقدسة بحيث يكون الاقتراب منها واسعا للمسيحيين. وهكذا فإن السينودس يود أن يعطي شعبَ الله كلمة تكون خبزا موجها توجيها صحيحا وأن يشجع الحوار بين الديانات والثقافات.








All the contents on this site are copyrighted ©.