2008-10-09 15:15:22

البابا يحتفل بالقداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية في الذكرى السنوية الخمسين لوفاة السعيد الذكر بيوس الثاني عشر


احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس بالقداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية إحياءً للذكرى السنوية الخمسين لرحيل السعيد الذكر البابا بيوس الثاني عشر الذي توفاه الله في التاسع من تشرين الأول أكتوبر من عام 1958.

عرض الحبر الأعظم في عظته أبرز المراحل التي طبعت حياة البابا باتشيلي، الذي كرس نفسه لخدمة الكنيسة بدءاً من العام 1901 أثناء حبرية لاوون الثالث عشر، وتميّز بالشجاعة وطول الأناة، لاسيما خلال حبريته التي تزامنت مع الحرب العالمية الثانية، ومرحلة ما بعد النزاع ـ التي طبعتها علاقات دولية معقدة وصعبة ـ وبداية "الحرب الباردة".

كان بيوس الثاني عشر آخر الأحبار الأعظمين المولودين في روما، وكان ينتمي إلى عائلة مرتبطة منذ أجيال بالكرسي الرسولي. ومن خلال نشاطه الدبلوماسي، عندما كان سفيراً بابوياً في ألمانيا لم يوفر جهداً ممكناً من أجل تفادي الحرب الكبرى (الحرب العالمية الأولى)، وكان متنبهاً منذ البدء لمخاطر الأيديولوجية القومية الاشتراكية أي النازية. في العام 1929 أصبح كاردينالاً، وعُين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، وتعاون بإخلاص وتفان طيلة تسع سنوات مع البابا بيوس الحادي عشر، خلال حقبة طُبعت بأنظمة توتالية فاشية، نازية وشيوعية سوفيتيتة.

أصبحت كلمة الله نوراً لسبيل البابا باتشيلي خلال تلك الحقبة القاتمة من التاريخ البشري فراح يعزي المهجرين والمضطهدين، ويمسح دموع الألم والحزن ويبكي على أرواح ضحايا الحرب الهوجاء. كان يردد أن المسيح وحده كان ويبقى رجاء الإنسان، ومن خلال الإيمان بالمسيح ينفتح القلب البشري على المحبة التي تنتصر على الحقد والضغينة.

بعدها تحدث بندكتس السادس عشر عن تمسك البابا بيوس الثاني عشر بمدينته روما التي أبى أن يتركها حتى عندما اجتاحتها الجيوش النازية. وذكّر بالنداءات العديدة التي ندد فيها بالأوضاع المأساوية لمئات آلاف المهجرين واللاجئين وبالظلم والاضطهاد، في إشارة واضحة إلى عمليات الإبادة التي تعرض لها اليهود. وقد تصرف البابا باتشيلي بصمت، لأنه كان يعلم جيداً، وفي إطار تلك الحقبة التاريخية المعقدة، أنها الوسيلة الأنسب لتفادي الأسوأ وإنقاذ أكبر عدد ممكن من اليهود.

وذكّر البابا بما قالته وكتبته شخصيات يهودية كبيرة عن بيوس الثاني عشر بعد وفاته عام 58. ومن بين تلك الشخصيات وزيرة الخارجية الإسرائيلية غولدا مئير التي كتبت: "أن صوت البابا علا دفاعاً عن ضحايا الرعب النازي .. إننا نبكي اليوم رجلاً خدم قضية السلام".

وفي ختام عظته ذكّر بندكتس السادس عشر بأن البابا بيوس الثاني عشر أعلن في العام 1950 عقيدة الحبل بلا دنس، ودعا المؤمنين في مرحلة كان يسودها القلق على مستقبل البشرية إلى التسلح بالرجاء وتوجيه أعينهم نحو العذراء مريم، التي رُفعت بالنفس والجسد نحو المجد السماوي. وبعد مضي خمسين سنة على وفاته، ما يزال هذا الطوباوي يدعو رجال ونساء زمننا إلى التضرع لوالدة الله، والتوكل عليها، لتقود خطانا نحو هدف الإنسان الحقيقي، نحو الحياة الأبدية. وفي نهاية الاحتفال الديني، توجه البابا إلى أقبية الفاتيكان متوقفاً للصلاة أمام ضريح البابا بيوس الثاني عشر.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.