2008-10-05 15:49:54

البابا يفتتح الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودوس الأساقفة بقداس إلهي في بازيليك القديس بولس


افتتح البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة التاسعة والنصف من صباح الأحد الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودوس الأساقفة، وذلك بقداس إلهي ترأسه في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما القديمة. وتبدأ أعمال الجمعية العامة عصر اليوم في دولة حاضرة الفاتيكان لتنتهي في السادس والعشرين من تشرين الأول أكتوبر الجاري وتتمحور حول موضوع "كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها". وقد شارك في القداس الإلهي آباء السينودوس: اثنان وخمسون كاردينالا، خمسة وأربعون رئيس أساقفة، ومائة وثلاثون أسقفاً.

في عظته أثناء الاحتفال بالذبيحة الإلهية، سلط الحبر الأعظم الضوء على إنجيل هذا الأحد، الذي يروي فيه المسيح مثل الكرامين الذين قتلوا عبيد سيدهم ليحصلوا على ميراث هذا الأخير. وقال البابا إن هؤلاء الكرامين يعكسون صورة فئة من الناس، تعيش في مجتمعنا المعاصر، وتعتبر أن الله "مات"، وأنها قادرة على أن تحل محله، وتصبح سيدة الكون، وتقرر مصيرها بنفسها. ولهذا يسود ثقافتنا المعاصرة الاستخدام الاعتباطي للسلطة، والبحث عن المصالح الأنانية، الظلم، الاستغلال والعنف بشتى أشكاله.

وقال الحبر الأعظم: لقد شهدنا على مر تاريخ البشرية أمماً نبذت الله، واعتقدت أنها بهذه الطريقة باتت حرة. لكن عندما يزيل الإنسان الله من حياته هل تزداد فعلاً سعادته وحريته؟ وعندما يعتبر الإنسان نفسه سيداً مطلقاً للكون، أيصبح قادراً على بناء مجتمع تسوده الحرية، والعدالة والسلام؟ لا. فالإنسان يجد نفسه في نهاية المطاف وحيداً والمجتمع يقع ضحية الانقسام والتشرذم. فمن خلال هذا المثل الإنجيلي ـ تابع البابا يقول ـ يقطع المسيح وعداً، إذ يقول إن الكرم لن يعرف الهلاك، فيما يترك سيده الكرامين الأشرار يواجهون مصيرهم بأنفسهم. ويقول لنا يسوع أيضاً إن رب الكرم لن يتخلى عن كرمه، الذي أوكله إلى كرامين آخرين.

إن هذه الرسالة المعزية التي نقرأها في الإنجيل المقدس، قال بندكتس السادس عشر، تؤكد أن الشر والموت لن ينتصرا أبداً في نهاية المطاف، بل المنتصر الوحيد هو المسيح، دائماً أبداً. والكنيسة لا تكل من إعلان هذه البشرى السارة على الجميع. وهذا ما نفعله اليوم في البازيليك الرومانية المكرسة للقديس بولس، رسول الأمم الذي كان في طليعة المبشرين بالإنجيل في آسيا الصغرى وأوروبا. ودعا البابا آباء السينودوس في ختام عظته إلى تجديد التزامهم في إعلان البشرى السارة خلال أعمال الجمعية العامة العادية الثانية عشرة، سائلاً الله أن يعضد المشاركين فيها وينير لهم على الدوام الدرب المستقيم.








All the contents on this site are copyrighted ©.