2008-09-22 15:47:32

البطريرك الماروني يشيد بجهود الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام في العالم


ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير عظة أثناء القداس الاحتفالي أمس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي بلبنان تحت عنوان "ما أتى ابن الإنسان ليخدم بل ليخدم".

"إن هذا اليوم كرسته الأمم المتحدة للسلام في العالم. وطلبت إلى جميع الناس وخاصة الذين يهتمون بالشأن العام، العمل من أجل السلام، وتحسيسهم بوجوب إشاعة السلام كل في محيطه. والسيد المسيح الذي أتى لينشر السلام في النفوس وعلى الأرض، ما فتئ يردد على مسامعنا وجوب العمل من أجل السلام، وهو الذي في يوم مولده بشرت السماء الأرض بالسلام من خلال أنشودة الملائكة المعروفة:" المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر" (لو 2/14).

"قضى السيد المسيح حياته على الأرض، وهو يبشر بالسلام بين الناس. وقد أصبحت أقواله في السلام على كل شفة ولسان لدى المؤمنين به وبرسالته. وغالبا ما ردد: "السلام استودعكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أنا أعطيكم. لا يضطرب قلبكم ولا يخف" (يو14/27). وقد طوب فاعلي السلام بقوله:" طوبى لفاعلي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون"(متى 5/9). وأمر الناس بإشاعة السلام في ما بينهم، فقال:" فليكن فيكم ملح، وسالموا بعضكم بعضا"(مر9/50). وعندما ظهر لتلاميذه، فور قيامته من بين الأموات، حياهم بقوله لهم: "وفيما هم يتكلمون بهذا، وقف يسوع في وسطهم، وقال لهم: "السلام معكم" (لو 24/36).

هذا السلام، الذي بشر به السيد المسيح نراه، في هذه الأيام يتقلص في مختلف البلدان لما نشهده من تهديدات تتبادلها بعض الدول والجماعات، وهذا ليس بمؤشر خير وعافية. وإذا التفتنا إلى منطقتنا نرى أيضا مشاهد لا تشجع على نشر السلام، وهناك دول يهدد بعضها بعضا بأسلحة متطورة تتسبب بإبادة جماعية. وهذا ما يشيع الخوف في النفوس. وعلى وجه التحديد، إذا حصرنا النظر في ما يجري حولنا وعندنا، فان المشهد ليس بمشجع. فهناك أحداث مؤلمة تجري في مختلف مناطق لبنان، تارة في الوسط، وحينا في الشمال، وحينا في الجنوب، وكلها تنبئ بما يعمر النفوس من حقد وعداوات تتمثل في غالب الأحيان بجرائم قتل منكرة يتمت أطفالا أبرياء، وأيّمت زوجات وحرمت عائلات كثيرة من معيلها. وهذا ما يجب ألا يكون.
هناك من يعملون ما بوسعهم، بحجة محاربة الفساد، على التشكيك بصدقية بعض المراجع. فيطلقون الاتهامات جزافا، وينشرون الأضاليل والأكاذيب عن سابق تصميم وتعمد، إدعاء منهم أنهم يحاربون الفساد. وهذا افتراء لا أساس له من الصحة. لا بل هذا هو الفساد بعينه.

وإنا نشكر الأمم المتحدة لأنها تسعى إلى نشر السلام في العالم، بما تحذر منه من تجاوزات، وتطلقه من مشاريع إنسانية، وتقوم به من مبادرات تؤول إلى توطيد السلام العالمي.

وإنّا نبارك المساعي التي تقوم بها بعض الجهات اللبنانية، وفي مقدمها الرابطة المارونية التي تسعى إلى إحلال السلام بين الفئات المتناحرة ضمن الطائفة المارونية، ومتى ساد السلام مختلف الفئات، توطد في لبنان في أجمعه. وهذا ما نصلي من أجله، ونسأل جميع المؤمنين أن يصلوا معنا على هذه النية، نية انتشار السلام في القلوب، ليتجسد أعمالا إنسانية على الأرض، وبين الناس، ويبدد ما يساورهم من قلق.

وبعد فالحقيقة لا بد من أن تظهر مشعة كالشمس، مهما حاول المحاولون تغطيتها بالأكاذيب والأراجيف. وقى الله لبنان شرّ الكذبة والكذابين. والمسيح ما أتى العالم إلا ليَخدُم، وليس ليُخدَم، ومن أراد أن يتبع المسيح بات لزاما عليه أن يكون على مثاله، فيكرس ذاته لخدمة الناس، وليس عليه أن يسعى لوضع الناس في خدمته".








All the contents on this site are copyrighted ©.