البابا يبارك مذبح كاتدرائية ألبانو الجديد ويقول: حضور المسيح الفعلي يجعل من كل مؤمن بيتا له

 

بارك البابا بندكتس الـ16 صباح الأحد في 21 من الجاري المذبح الجديد لكاتدرائية مدينة ألبانو القريبة من كاستل غاندولفو حين ترأس قداسا احتفاليا عاونه فيه الكاردينال أنجلو سودانو عميد مجمع الكرادلة وأسقف الأبرشية المطران مرتشيلّو سيميرارو الذي وجه إلى الحبر الأعظم كلمة أعرب فيها عن فرح الكهنة والمؤمنين بزيارته كما عرض الخطط الرعوية التي تقوم بها الأبرشية في مجالات عديدة.

تحدث الأب الأقدس في عظته عن قدسية المذبح حسب الكتاب المقدس مشيرا إلى أن الغبطة تغمر كل مؤمن حين يدرك أن المسيح يقدم ذاته كل يوم ذبيحة عنا على المذبح في سر الإفخارستيا ويسع حاضر في سر القربان لخلاصنا وخلاص العالم أجمع.

وشدد البابا على أن حضور الحقيقي ليسوع المسيح يجعل من كل منا بيته الخاص لأننا نكوّن الكنيسة أي البنيان الروحي الذي تحدث عنه الرسول بطرس بالقول: "أنتم حجارة حية فقدموا أنفسكم لبناء بيت روحاني للكهنوت المقدس" (1 بطرس 2/4-5). ويشير القديس أغسطينس إلى أن الإيمان الذي يجمع البشر هو كالحطب والحجارة المأخوذة من الغابة أو الجبال للبنيان، فتقطَع وتُُننحَت من خلال المعمودية والتعليم المسيحي والوعظ، ولا تصير بيتا لله من دون المحبة التي تجمع وتضم المؤمنين بعضهم إلى بعض فلا ينهار البناء ولا يسقط.

وسطر الحبر الأعظم أن هذه المحبة هي محبة المسيح التي لا تنتهي أبدا والطاقة الروحية التي تجمع كل المشتركين في الذبيحة نفسها ويتغذون بالخبز الواحد لخلاص العالم، كما لفت إلى ضرورة المصالحة الأخوية كي تتم تقدمة القرابين الصالحة على المذبح.

وقال البابا إن الكاهن حين ينحني بعد التقدمة ويصلي إلى الله: "تقبل يا رب توبتنا وتواضعنا وانظر إلى هذه القرابين المقدمة لك"، يستعد للدخول مع جماعة المؤمنين إلى قلب سر الإفخارستيا، قلب الليتورجيا السماوية، فيصبح المذبح نقطة اللقاء بين السماء والأرض ومحور ارتكاز الكنيسة الواحدة التي هي سماوية وفي الوقت عينه تحج على هذه الأرض بين اضطهادات العالم وتعزيات الله.

وحيا في عظته المطران سيميرارو أسقف الأبرشية الذي يحتفل بالذكرى العاشرة لسيامته الأسقفية والكاردينال أنجلو سودانو المشرف على أبرشية ألبانو التابعة لأبرشية روما. كما سأل البابا بندكتس الـ16 حماية العذراء مريم الوالدية كي تعين أبناء وبنات كنيسة ألبانو على تدوين صفحة جديدة من القداسة اليومية والشعبية في العصر الحاضر.