الكردينال برتوني يزور كرواتيا

بدأ أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال ترشيزيو برتوني مساء أمس الخميس زيارة إلى جمهورية كرواتيا وترأس القداس الإلهي في كاتدرائية سبليت احتفالا بالذكرى السبعمائة بعد الألف لتأسيس هذه المدينة والذكرى العاشرة لزيارة يوحنا بولس الثاني الرعوية لهذه البلاد، وألقى عظة نقل خلالها تحية البابا بندكتس السادس عشر وبركته لجميع الحاضرين وأضاف أن تاريخ أرضهم وهذه الكاتدرائية على وجه الخصوص، يتحدث عن الأمانة والقداسة وخير دليل على ذلك ضريح الأسقف الشهيد القديس دومنيو. وعلى هذه الخطى، أضاف يقول، تواصلون السير بفرحِ مَن يخدم المسيح ويريد تحقيق ملكوته على الأرض، ملكوت العدالة والسلام، الحقيقة والمحبة.

وتابع الكردينال برتوني يقول إن مثل قديسي هذه الأرض قد أنار عصور التاريخ الغابرة وحتى أيامنا هذه دافعًا باستمرار تلاميذ المسيح الذين لم يترددوا في التضحية بحياتهم للبقاء متحدين مع البابا، خليفة بطرس، كما وأشار إلى أن كاتدرائية سبليت قد رافقت مسيرة جماعتهم وبُنيت داخل قصر الإمبراطور دقلديانوس، مُضطهد المسيحيين، وقال إن شهادة الأسقف القديس دومنيو جعلت من هذه الكاتدرائية دليلا ملموسا على محبةٍ للمسيح لا تخشى الموت.

وأضاف الكردينال برتوني أن عصور التاريخ تبرهن أن للإيمان المسيحي جذورًا عميقة جدا في كرواتيا وقلوب سكانها، وأشار إلى أن التقليد المسيحي يشكّل كتابا حيًا من القداسة يكتبه شعب الله بلا انقطاع في كل عصر، وقال إن رسوخهم الدائم في الإنجيل يشرّف تاريخ أجدادهم ويشكل مقدّمة لمستقبل غني بالإيمان، مذكّرا بكلمات يوحنا بولس الثاني خلال زيارته كرواتيا لعشر سنوات خلت، وتحديدا في تشرين الأول أكتوبر عام 1998، حينما قال: "إن التاريخ لم يصمت هنا".

وأشار الكردينال برتوني إلى أن رسالة الكنيسة هي اليوم أيضا إعلان محبة المسيح وغفرانه، وقال إن الرب يحتاج لرجال ونساء يكرسون ذواتهم لهذه المهمة الضرورية والملحة، وتمنى في الآن معا أن تدرك العائلات أكثر فأكثر معنى وأهمية الدعوات الكهنوتية والرهبانية وتعمل على تنميتها في كنفها.

وتابع مذكرا مرة جديدة بزيارة يوحنا بولس الثاني التاريخية لكرواتيا حينما قال "من الضرورة بمكان أن يبقى الشعب الكرواتي أمينًا لجذوره المسيحية ومنفتحًا في الآن الواحد على متطلبات الوقت الحاضر..." وهو النداء نفسه ـ ختم الكردينال برتوني عظته ـ الذي يجدده البابا بندكتس السادس عشر كي تنتهلوا القوة من غنى إيمانكم لتواصلوا الشهادة بشجاعة وأمانة.