2008-09-19 15:27:03

البابا يوجه خطابا إلى أساقفة باناما في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


اجتمع البابا بندكتس الـ16 وخلال مقابلة خاصة ظهر اليوم الجمعة إلى أساقفة جمهورية باناما في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية يتقدمهم المطران خوسيه لويس لاكونزا مايسترو خوان أسقف أبرشية دافيد ورئيس مجلس أساقفة البلاد.  

ألقى الحبر الأعظم كلمة تناولت شؤون الكنيسة وهموم مجلس أساقفة باناما فنوّه بالمبادرات العديدة التي يقومون بها لزرع ونشر كلمة الله في قلوب مواطنيهم ومرافقتهم على درب النضوج الروحي والإيماني ليكونوا تلاميذ ورسل يسوع المسيح، ولفت إلى التحضيرات الجارية للاحتفال في عام 2013 بمرور خمسة قرون على تبشير باناما.

وسطر الأب الأقدس العمل الرسولي المثمر الذي يقوم به الكهنة والرهبان والعلمانيون لمواجهة تنامي علمنة البلاد التي تهمش البعد الروحي والديني وتقصي الله عن الوجود والضمير الإنساني، وشجع الأساقفة على التصدي لحملة وسائل الإعلام التي تنشر الفردية وحب المتعة وأيديولوجيات وعادات تزعزع أسس الزواج والعائلة، وقال لهم إن تلميذ المسيح يُعطى القوة للجواب على التحديات كافة.

وأمل بندكتس الـ16 أن تسهم زيارة البابا يوحنا بولس الثاني، التي قام بها إلى باناما لخمسة وعشرين عاما خلا، في تحفيز راعوية الشباب والدعوات بهدف توفير كهنة يخدمون شعب الله البانامي حبا بالمسيح الذي دعاهم. وإذ سألهم أن يطلبوا من رب الحصاد كي يرسل دعوات كهنوتية عديدة لحصاده، شدد الأب الأقدس على ضرورة إيلاء التربية والتنشئة الكهنوتية اهتماما كبيرا، فيتحضر الطلاب الإكليريكيون ليكونوا رجال الله وخدمة بشارته.

ويشهد تاريخ باناما، تابع البابا، على حضور المرسلين والرهبان والراهبات الذين يعملون في بنيان المحبة والخير والفكر حبا بالمسيح الذي دعاهم للتشبه به والسير على خطاه وخدمة الكنيسة. كما سطر تضحيات الكثير من العائلات والأسر التي تحيا في وطنها المثال المسيحي ثابتة على الأمانة الزوجية والأبوة المسؤولة والتناغم والاستقرار، وسط كمّ هائل من المصاعب، ودعا الأساقفةَ لتعزيز راعوية العائلات فيكتشف الأفراد جمال الدعوة إلى الزواج المسيحي والدفاع عن الحياة البشرية منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي.

وفي ختام كلمته التي لفت فيها إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، شدد الحبر الأعظم على ضرورة أن تسهم الكنيسة في باناما في إيجاد حلول للمشاكل الإنسانية المعقدة وتعزّز التوافق الأخلاقي في البلاد حول القيم الأساسية. كما حث الأساقفة على نشر ملخص العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية الذي يسهّل معرفة واعية وعميقة للتوجيهات التي يجب أن يعمل بموجبها العلمانيون الملتزمون في الحقل السياسي والاجتماعي والاقتصادي. ثم منح أساقفة باناما بركته الرسولية.   








All the contents on this site are copyrighted ©.