2008-09-17 15:02:12

البابا في مقابلته العامة يشكر الرب على نجاح زيارته الرسولية إلى فرنسا


غصت قاعة بولس السادس اليوم الأربعاء بآلاف الحجاج والمؤمنين الذين تهافتوا لسماع كلام البابا بندكتس الـ16 متحدثا عن زيارته الرسولية إلى فرنسا من 12 وحتى 15 من الجاري ومستعرضا أبرز محطاتها.

سطر الأب الأقدس تقديره لفرنسا الأمّة الحبيبة وإعجابه بتنشئتها الثقافية إذ فيها اضطلعت الكنيسة منذ القرن الثاني الميلادي بدور حضاري أساسي، مضيفا أنه وفي هذا الإطار تحديدا نضجت ضرورة تمييز سليم بين الدائرة السياسية وتلك الدينية.

وشرح الحبر الأعظم أن العلمانية الأصيلة ليست تساميا على البعد الروحي بل اعتراف حقيقي وإقرار بأنها ضامنة لحريتنا ولاستقلالية الحقائق الأرضية، حسبما قال يسوع: "أدوا لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله" (مرقس 12/17). وعلق بالقول: "إذا كانت صورة الإمبراطور مطبوعة على العملة الرومانية وإليه تعود، فإن بصمة الله الخالق وربّ الحياة الأوحد محفورة في قلب الإنسان".

وتحدث عن خطابه الذي وجهه إلى عالم الثقافة في معهد برناردان بباريس وقال إن فكرته انطلقت من تأسيس الحياة الرهبانية في أوروبا التي كان هدفها البحث عن الله وهي الطريق المعلِّمة والملكية، مضيفا أن البحث عن الله بلغ بالرهبان إلى ثقافة الكلمة أي البحث عن الله في خطى كلمته. وإذ لفت إلى ضرورة الولوج إلى سرّ اللغة، كل لغة، في سعينا إلى الله بمساعدة العلوم الدنيوية مثل الآداب والموسيقى والفن المعماري وغيره، شدد البابا على أن البحث عن الله سيظل الأساس لكل ثقافة حقيقية.

وتطرق الأب الأقدس إلى لقاءاته العديدة في باريس وبينها زيارة معهد فرنسا (أنستيتو دو فرانس) الذي يضم خمس أكاديميات شهيرة، حيث التقى زملاء له في أكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية الذي هو عضو منتخب فيها منذ عام 1992 بعد وفاة نوبل للسلام أندره ساخاروف وشغور مقعده.

وقال البابا إن قمة زيارته لباريس كانت احتفاله بالذبيحة الإلهية في باحة قصر الأنفاليد حين حث المؤمنين ومن خلال القداس على اللقاء بالله الحي والمحيي الذي يبدد سراب المثل الباطلة والزائلة.  

وعن محطته الروحية في لورد لمناسبة يوبيل الخمسين بعد المائة لظهورات العذراء على القديسة برناديت سوبيرو، عرض البابا مراحل مسيرة الحج اليوبيلي التي تعدد حياة قديسة البيرينيه، فزار بيتها الوالدي ومغارة ماسابييال وشارك مساء بمسيرة التطواف بالمشاعل وألقى كلمة في ختامها وقال إنها تظاهرة الإيمان بالله وإكرام أم الله وأمنا.

وأعرب الحبر الأعظم عن غبطته بتزامن الاحتفال بالقداس الإلهي في لورد نهار الأحد الفائت وعيد ارتفاع الصليب المقدس، علامة الرجاء الأسمى وشهادة الحب القصوى. وفي لورد، دعا الحجاج لتقدير صلبان حياتهم في ضوء صليب يسوع المسيح قائلا إن السيدة العذراء حين ظهرت على برناديت عملت إشارة الصليب وهي صامتة، للدلالة على أن إيماننا يبدأ من الصليب، فاختصرت بذلك كل رسالة الإنجيل وهي أن الله أحبنا حبا جما حتى بذل حياته من أجل خلاصنا: إنه سر الموت والمجد.

وذكر احتفاله بالقداس الختامي في بازيليك لورد نهار الاثنين الماضي حيث منح سر مسحة المرضى للعديد من المؤمنين والحجاج المرضى، بهدف "التأمل بدموع القديسة مريم عند أقدام الصليب وبابتسامتها يوم القيامة".

وقال البابا إن مريم العذراء حين ظهرت على برناديت سوبيرو "هيأت للناس أجمعين مكانا مفضلا كي يلاقوا ويتعرفوا على حب الله الشافي والمخلص"، وسطر أننا جميعنا "حجاج سائرون نحو الله بهدي الأم السماوية التي تدعونا ابتسامتها للمضي قدما وبثبات، لأن الرب صالح والله محبة". وبعد أن حيا المؤمنين بلغات عديدة، منحهم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.