2008-09-15 16:25:45

البابا يختتم زيارته لفرنسا بقداس إلهي في لورد بمشاركة المرضى: ابتسامة مريم ينبوع رجاء لا يُقهر


كلمة البابا الوداعية في مطار تارب لورد

وصل البابا بندكتس السادس عشر روما عند الثالثة تقريبا من عصر الاثنين قادما من فرنسا حيث زار باريس ولورد لمناسبة الذكرى الخمسين بعد المائة لظهورات السيدة العذراء على القديسة برناديت سوبيرو. وفي كلمة الوداع على مطار تارب لورد، وجه الحبر الأعظم تحية شكر إلى رئيس الجمهورية والحكومة الفرنسية والسلطات المدنية والعسكرية ومجلس الأساقفة، خاصا بالذكر الكردينال فان تروا رئيس أساقفة باريس والمطران بيريه أسقف لورد وحيا أيضًا قوى الأمن والمتطوعين وجميع من ساهم في إنجاح زيارته التي وصفها "بلوحة" من قسمين: باريس، حيث احتفل بالذبيحة الإلهية في باحة الأنفاليد والتقى مؤمنين فخورين بإيمانهم، جاء ـ وكما قال ـ ليشجعهم على المواظبة في عيش تعليم المسيح وكنيسته. كما وذكّر البابا بصلاة المساء مع الكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين وقال:"أردتُ ترسيخهم في دعوتهم لخدمة الله والقريب"، وأشار أيضا للقائه الشباب وعالم الثقافة وقال: أعتبرُ الثقافة وناقليها وسيطا مميزا في الحوار بين الإيمان والعقل، بين الله والإنسان. وتابع متحدثا عن القسم الثاني من زيارته، عن لورد التي تجذب كل مؤمن كنورٍ في بحثنا عن الله، وقال البابا إن مريم هي باب السماء ودخل مدرستها خلال الأيام الثلاثة الماضية، وكان لا بد أن يزورها للاحتفال بالذكرى الخمسين بعد المائة للظهورات.

وأضاف الأب الأقدس أنه صلى من أجل الكنيسة وفرنسا والعالم والمرضى الذين يبحثون عن راحة جسدية وأمل روحي، وقال: ككل مؤمن حاج، أردتُ المشاركة أيضا في مسيرة التطواف بالمشاعل، وأشار إلى أن لورد هي المكان الذي يلتقي فيه باستمرار أساقفة فرنسا للصلاة والاحتفال بالإفخارستيا والتأمل وتبادل خبرات رسالتهم كرعاة. وختم البابا كلمته في مطار تارب ـ لورد سائلاً الله أن يبارك فرنسا ويسود التناغم والرقي البشري على أرضها وتكون كنيستها الخمير في العجين كيما تشير ـ بحكمة وبلا خوف ـ ووفقا لواجبها الخاص إلى من هو الله، وأكد أنه سيكون قريبًا منهم وسيتذكّرهم أيضا عند مغارة لورد الموجودة في الحدائق الفاتيكانية منذ قرن ونيف.

 

البابا يترأس القداس الإلهي أمام بازيليك سيدة الوردية في لورد بمشاركة المرضى

وكان الأب الأقدس وقبل مغادرته لورد المحطة الثانية من زيارته فرنسا، قد احتفل بالقداس الإلهي أمام بازيليك سيدة الوردية وألقى عظة استهلها مذكرا بأن صليب المسيح هو أداة خلاصنا، والمكان الذي تتجلى فيه بالكامل رحمة الله لعالمنا، وقال إن دموع مريم تحت أقدام الصليب قد تحولت إلى ابتسامة لا تُمحى، ابتسامة للجميع وللمتألمين خصوصا كي يجدوا التعزية والسكينة، مشيرًا في الآن معا إلى أن البحث عن ابتسامة مريم لهو التعبير الصحيح عن العلاقة الحية والإنسانية العميقة التي تربطنا بالتي أعطانا إياها المسيح أمًا.

وتابع البابا أن ابتسامة مريم الانعكاسَ الحقيقي لحنان الله ينبوعُ رجاء لا يُقهر وقال: نعلم جيدا أن الألم القاسي يحطم توازن الحياة المستقر ويزعزع أسس الثقة الأشد رسوخا ويقود أحيانا إلى فقدان الأمل بمعنى الحياة وقيمتها، وأضاف: هناك معارك لا يستطيع الإنسان القيام بها وحده بدون مساعدة النعمة الإلهية، وعندما تعجز الكلمة عن اختيار المفردات الصحيحة، تكمن الحاجة لحضور مُحب، ولا نبحث هكذا عن قُرب الأهل والأصدقاء فقط إنما عن المقرّبين منا أيضا برباط الإيمان. ومن تراه يستطيع أن يكون قريبًا منا أكثر من المسيح وأمه القديسة؟ في ابتسامة العذراء مريم ـ أضاف البابا ـ توجد القوة لمواصلة المعركة ضد المرض ومن أجل الحياة. ولديها، توجد النعمة أيضًا لقبول مغادرة هذا العالم ساعة يشاء الله، بلا خوف واكتئاب. فالبحث عن هذه الابتسامة هو في بادئ الأمر قبول مجانية الحب، وابتسامة مريم هي ينبوع ماء حي، ومن قلبها، قلب المؤمنة والأم يتدفّق ماء حي يطهّر ويشفي.

وتابع الأب الأقدس عظته قائلا إن حضور المسيح يحطم العزلة التي يسببها المرض فلا يحتمل بعدها الإنسان محنته بمفرده، مشيرا إلى أن نير المرض والألم ثقيل بدون مساعدة الرب. وختم البابا عظته بتحية جميع الأشخاص، لاسيما الجسم الطبي الذي يساهم في المستشفيات ومؤسسات أخرى بالاعتناء بالمرضى بكفاءة وسخاء، وحيا الذين يرافقون المرضى في زيارة حجهم إلى لورد طيلة السنة، من جميع أبرشيات فرنسا وأماكن أخرى بعيدة، واصفًا خدمتهم بالثمينة وقائلا إنهم يد الكنيسة الخادمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.