2008-09-14 12:54:50

كلمة البابا في ختام مسيرة التطواف بالمشاعل في لورد


وصل البابا بندكتس السادس عشر إلى لورد عصر أمس السبت قادماً في باريس حيث زار مغارة الظهورات، والزنزانة التي كانت تقيم فيها عائلة القديسة بيرناديت، إضافة إلى جرن المعمودية وبيت الضيافة حيث تقدمت القديسة من مناولتها الأولى. وانطلقت عند الساعة التاسعة والنصف مساءً مسيرة تطواف بالمشاعل من مغارة ماسيابيل وصولاً إلى بازيليك لورد. وفي ختام المسيرة وجه البابا لحاضرين كلمة قال فيها: لمائة وخمسين سنة خلت وبالتحديد في الحادي عشر من شباط فبراير 1858 ظهرت مريم العذراء في مغارة ماسيابيل على الفتاة البسيطة المتواضعة بيرناديت سوبيرو وطلبت إليها أن تحضر إلى هذا المكان يومياً على مدى الأيام الخمسة عشر المقبلة. ودخلت العذراء في حوار مع القديسة بيرناديت وأبلغتها رسائل بسيطة تتعلق بالصلاة والتوبة وارتداد القلوب.

تحمل مريم العذراء على رأسها تاجاً من اثنتي عشرة نجمة ترمز إلى أسباط إسرائيل، شعب الله كله، وتحت قدميها القمر صورة الموت. لقد اكتست مريم ثوب الحياة، حياة ابنها يسوع المسيح المنتصر على الموت، وهي تقدم لعالمنا الرجاء الذي نحتاج إليه. فلنوجه هذا المساء أنظارنا نحو مريم، ولندعها تقود خطانا نحو الله المنتصر على الموت.

وتابع البابا يقول: من خلال مجيئنا إلى معبد لورد، نشعر أننا ارتقينا نحو السماء. وعلى غرار القديسة بيرناديت سوبيرو التي صلت السبحة الوردية أمام السيدة العذراء، نتلو نحن أيضاً الصلاة المريمية، ووالدة الله تمنحنا قلبها وعينيها لنتأمل بحياة ابنها يسوع المسيح. وذكّر بندكتس السادس عشر المؤمنين بأن سلفه البابا يوحنا بولس الثاني زار معبد لورد المريمي مرتين خلال حبريته الطويلة، مشجعاً المؤمنين على تلاوة السبحة الوردية. وسأل البابا راتزينغر الله أن تبقى لورد، أرضُ النور، مدرسة نتعلم فيها تلاوة السبحة الوردية التي تُدخل تلميذ المسيح، وأمام ناظري والدته، في حوار أصيل مع المعلم الإلهي.

مع حلول الليل وهبوط الظلام يطلب منا يسوع المسيح أن نُبقي "سُرجنا موقدة" (لوقا 12، 35)، سُرُجَ الإيمان والصلاة والرجاء والمحبة. ومسيرة التطواف بالمشاعل ترمز إلى الدرب التي يسير فيها المسيحيون: فالمؤمن يحتاج إلى النور، وفي الوقت نفسه إنه مدعو لأن يكون نوراً للآخرين. الخطيئة تعمي البصر والبصيرة، فعلينا أن نطلب إلى الرب يسوع أن يفتح أعيننا على غرار الأعمى الذي قال للرب متوسلا: "أريد أن أبصر". أيها الرب الإله، ختم البابا قائلا، اجعلني أبصر لأرى خطيئتي، ولأرى مجدك، ثم سأل الحبر الأعظم مريم العذراء والقديسة بيرناديت سوبيرو أن تساعدانا على العيش كأبناء للنور، لنشهد في كل يوم من أيام حياتنا للمسيح الذي هو نورنا، رجاؤنا وحياتنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.