2008-09-14 12:58:36

البابا يحتفل بالذبيحة الإلهية في لورد لمناسبة الذكرى السنوية المائة والخمسين لظهورات السيدة العذراء على القديسة بيرناديت سوبيرو


صباح هذا الأحد المواقف وعيد ارتفاع الصليب المقدس احتفل البابا بندكتس السادس عشر بالذبيحة الإلهية أمام معبد لورد المريمي لمناسبة الذكرى السنوية المائة والخمسين لظهورات السيدة العذراء على القديسة بيرناديت سوبيرو. ألقى الحبر الأعظم عظة تمحورت حول معنى الصليب، وقال إن إشارة الصليب تختصر إيماننا المسيحي كله. وأكد بندكتس السادس عشر أن الحب في العالم يفوق الشر قوة، وهذا الحب يحرر الناس ويصالح الشعوب مع بعضها البعض، ويرسي أسس عالم مصالَح. وقال إن الكنيسة تدعونا إلى رفع الصليب بفخر واعتزاز ليرى العالم كله مدى محبة المسيح المصلوب للبشر كافة، لأن على هذا الصليب تحمل يسوع آلام البشرية برمتها.

وتحدث البابا عن الخيار الذي اتخذته القديسة بيرناديت سوبيرو، الفتاة المتواضعة المنتمية إلى عائلة فقيرة، مشيرا إلى أن الله يعمل في أماكن غالباً ما يفضل البشر الابتعاد عنها. وقال بندكتس السادس عشر إن مريم العذراء شاءت أن تنقل رسالة الارتداد، والصلاة والتوبة إلى هذه الفتاة الفقيرة، المتواضعة والبسيطة تماشياً مع كلمات المسيح القائل "أحمَدكَ يا أبتِ، رب السماوات والأرض، على أنك أخفيتَ هذه الأشياء على الحكماء والأذكياء وكشفتها للصغار" (متى 11، 25).

وتوقف البابا في عظته على معنى العبارة التي قالتها مريم العذراء للقديسة بيرناديت "أنا سيدة الحبل بلا دنس". وقال إن هذه الكلمات تميط اللثام عن كرامتنا كرجال ونساء. فعلى الرغم من وصمة الخطيئة إننا مخلصون بالرجاء الذي يمكننا من مواجهة حياتنا اليومية ومشاكلها. وأكد بندكتس السادس عشر أن رسالة مريم هي رسالة رجاء موجهة إلى جميع رجال ونساء زمننا، أينما وُجدوا.

بعدها تحدث البابا عن مريم العذراء واصفاً إياها بـ"نجمة الرجاء". إنها تدعونا لوضع أنفسنا في خدمة الأخوة والأخوات، وهذا ما يلمسه كل حاج يزور معبد لورد. كما تحثنا مريم العذراء على إعادة اكتشاف حياتنا كدعوة من عند الله، دعوة إلى الحياة العائلية، الكهنوتية أو الرهبانية. وأكد الحبر الأعظم أن صليب المسيح يحملنا على الإجابة بـ"نعم" على دعوة الله لنا، وعلى عدم القنوط أمام الصعوبات. فبفضل كلمة "نعم" التي قالتها مريم العذراء للملاك جبرائيل دخل الخلاص إلى هذا العالم، وبدل تاريخ البشرية. وتوجه البابا إلى الشبان والشابات قائلا: لا تخافوا من الإجابة بنعم على دعوة الله لكم، عندما يطلب منكم أن تتبعوه.

 

كلمة الحبر الأعظم قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

وفي ختام الاحتفال بالذبيحة الإلهية تلا الحبر الأعظم كعادته ظهر كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين. قال البابا إن اختيار الله لمريم لتحمل في أحشائها مخلص العالم لا يبعدها عنا كبشر، بل على العكس يقرّبها منا. فالخطيئة تفرق بين الأشخاص، وتبعدهم عن بعضهم البعض، لكن طهارة مريم تقرّبها من قلوبنا، تجعلها أماً لنا، لا تريد إلا الخير لجميع أبنائها.

وأكد البابا أن حياة الإيمان التي يعيشها شعب الله تظهر أن المعاملة المميزة التي خص بها الله مريم العذراء، سيدة الحبل بلا دنس، لم تكن "نعمة" شخصية جاد بها الرب على مريم وحدها، بل هبة إلهية ونعمة منحهما الله للجميع، لشعبه برمته. فنحو مريم العذراء تتوجه أعين المؤمنين الذين يرون فيها كمال دعوتها الشخصية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.