2008-09-13 17:06:11

البابا بندكتس السادس عشر يحتفل بالقداس الإلهي في ساحة الإنفاليد بباريس


احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت بالقداس الإلهي في ساحة الإنفاليد بباريس. تمحورت عظة الحبر الأعظم حول عبادة الأصنام، التي وصفها القديس بولس الرسول بـ"الخطأ الفادح" وبـ"الطاعون". وأكد البابا أن رسول الأمم يحث أتباع المسيح على عدم الاتكال على عقلهم وحسب بغية اكتشاف أو إعادة اكتشاف الله، بل يدعوهم للاستناد إلى إيمانهم. وذكّر المؤمنين بأن المسيح الذي أقام سر الإفخارستيا ليلة العشاء السري، منحنا جسده ودمه اللذين نقلهما إلينا رسلُه وما فتئت الكنيسة تضعهما على مائدة شعب الله الروحية منذ ألفي سنة. وحث الحبر الأعظم كل مؤمن على الغوص في عبادة القربان المقدس والسجود له، لتكن أفعالنا وأقوالنا وحتى صمتنا تعبيراً عن إيماننا بيسوع المسيح القائم من الموت والحاضر في الإفخارستيا.

بعدها حدث البابا المؤمنين عن أهمية القداس الإلهي في حياة كل تلميذ للمسيح إذ يمنح المؤمن نعمة الاتحاد بالمخلص، ابن الله الأبدي. وقال بندكتس السادس عشر إن الذبيحة الإلهية تبعدنا عن عبادة الأصنام، مشيراً إلى أن رفع كأس الخلاص ودعوة اسم الرب يشكلان الوسيلة الأنسب للابتعاد عن الأصنام. فالاحتفال بسر الإفخارستية يعني الاعتراف بالإله الأوحد الحاضر على مذبح الكنيسة وعلى مذبح قلوبنا عندما نتناول جسده ونشرب دمه.

هذا ثم دعا البابا الشبان والشابات الذين يختبرون الدعوة للحياة الكهنوتية والرهبانية إلى التغلب على مشاعر الخوف والإجابة بـ"نعم" على دعوة الله لهم، وحثهم على وضع حياتهم كلها بتصرف المسيح. وذكّر بندكتس السادس عشر بأن الرب يسوع نفسه علمنا كيفية الابتعاد عن عبادة الأصنام حين طلب إلينا أن نبني بيتنا على الصخر، وهذا الصخر ليس إلا المسيح نفسه. وقال البابا إن الكنيسة المشيّدة على صخرة المسيح تملك وعود الحياة الأبدية، لأن المسيح الرب قال للقديس بطرس: أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي ولن تقوى عليها أبواب الجحيم.

وفي ختام عظته أوكل الحبر الأعظم مسيحيي باريس وفرنسا كلها إلى رحمة "الله المَحبة" الذي مات من أجلنا على خشبة الصليب، وقام من القبر منتصراً على الموت صبيحة أحد الفصح. وجدد بندكتس السادس عشر نداءه للمؤمنين كي يبتعدوا عن عبادة الأصنام ولا يكلّوا أبداً عن صنع الخير. ثم منح الكل فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.