2008-09-07 15:32:06

البابا في زيارته الراعوية إلى كالياري بجزيرة سردينيا الإيطالية: لم تكن الجزيرة مطلقا أرضا للبدع والهرطقات بل أثبت شعبها أمانته البنوية للمسيح ولكرسي بطرس


بتمام الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأحد، حطت طائرة البابا بندكتس الـ16 في مطار كالياري جنوب جزيرة سردينيا الإيطالية، في زيارة راعوية لمدينة كالياري ومزارها الشهير، فكان في استقباله رئيس أساقفة المدينة المطران جوزيبه ماني وممثل الحكومة الإيطالية والسفير الإيطالي لدى الكرسي الرسولي كما السفير البابوي لدى إيطاليا ورئيس إقليم سردينيا وعمدة مدينة كالياري.

توجه الأب الأقدس في سيارة قاصدا مزار سيدة بوناريا شفيعة جزيرة سردينيا، حيث استقبله في الساحة الخارجية عمدة المدينة إميليو فلوريس ورحب به عند المدخل رئيس المزار الأب سالفاتوره مورا وجماعة الرهبان المرسيدير.

وقبل الاحتفال بالقداس الحبري، وجه أسقف المدينة إلى البابا كلمة قال فيها: "رغبنا في حلولك على شواطئ بحرنا لتشعر أنك في بيتك، في كفرناحوم وفي قيصرية فيلبس تحديدا، لتسمع مجددا صوت المسيح القائل: إرعَ حملاني، إرعَ خرافي"، فتلك المراكب وأولئك الصيادون هم نحن الذين جئنا فوجدنا شيئا أفضل من السمك المشوي، إفخارستيا الرب".

وتابع يقول: "سردينيا بأجمعها ههنا، فجئنا نقدم لك أسمى ما نملك، إيمانَنا الذي سلمه إلينا الشهداء المولود في أعماق مناجمنا وأثمره شهود كثيرون واستمر حيا في أسرنا وعائلاتنا، لهذا السبب اختار أجدادنا مريم العذراء شفيعتهم القديرة. فنقدم لك إيماننا لتثبته".

ولمناسبة المئوية الأولى لإعلان سيدة بوناريا الشفيعة الرئيسة لسردينيا كلها، تحدث الأب الأقدس في عظة ألقاها أثناء القداس عن الإيمان الموطَّد في قلب شعب الجزيرة منذ القرون الأولى، واستعرض قراءات عيد مولد السيدة العذراء وخصوصا إنجيل متى الذي يفصّل نسب يسوع المسيح، مشيرا إلى المكانة العظيمة التي تحتلها مريم العذراء في مخطط الله الخلاصي.  

"أيها الأصدقاء في كالياري وسردينيا" كلمات رددها بندكتس الـ16 معربا عن محبته لهم وتقديره للإيمان العظيم بالمسيح الراسخ في شعب الجزيرة المدعو للاندماج في النسب الروحي في الإنجيل. وسطر البابا أن المسيحية دخلت سردينيا لا بحد سيوف الغزاة أو بالقوة بل نمت بفضل دم الشهداء المسفوك حبا بالله والبشر ومن أجلهم.

وعدّد قافلة المبشرين والرهبان والأساقفة والشهداء الذين دافعوا بجرأة عن الإيمان المستقيم فيها وقال إن سردينيا لم تكن مطلقا أرضا للهرطقات والبدع، وقد أظهر شعبها أمانته وإخلاصه وبنوته الكاملة للمسيح ولكرسي بطرس في روما. وأهاب بهم ليظل هذا الإيمان الشجاع والبسيط حيا في جماعاتهم وعيالهم حيث يعبق الأريج الإنجيلي لفضائل أرضهم الخاصة كالأمانة والكرامة والرصانة والقناعة وحس الواجب.

وفي تكريس الجزيرة لمريم، وجد شعب سردينيا القوة لمواجهة صعاب جمة كالحربين العالميتين وقال: لا يمكن لجزيرتكم أن تختار حامية لها وشفيعة سوى السيدة العذراء، لأنها الأم والابنة والعروس فوق كل اعتبار، ولأن 350 كنيسة ومزارا مكرسا على اسمها في أنحائها كافة.

وسأل الحبر الأعظم معونة العذراء لأبناء سردينيا في حمل المسيح إلى عائلاتهم، وهي الكنائس المنزلية الصغيرة وخليات المجتمع، التي تحتاج إلى ثقة ودعم على الصعيدين الروحي والاجتماعي، كما سأل أن تساعدهم في إيجاد خطط رعوية لتقريب المسافات بين المسيح والشباب ضحايا العدمية المتفشية والمتعطشين للحقيقة وللمثل العليا. كذلك أمل البابا أن تعينهم مريم في تبشير عالم العمل والاقتصاد والسياسة خصوصا حيث تبرز الحاجة إلى جيل جديد ملتزم من العلمانيين المسيحيين، قادرين بكفاءتهم وصلابتهم الأخلاقية على إيجاد حلول لتنمية مستدامة.








All the contents on this site are copyrighted ©.