2008-08-30 15:10:54

قلعة مكاور في الأردن مكان استشهاد القديس يوحنا المعمدان


(موقع أبونا. أورغ) إلى الجنوب الغربي من مأدبا، وعلى بعد 27 كيلومترا، تقع قلعة قديمة تطل على البحر الميت من الجهة الشرقية تسمى مكاور. ويسجل الإنجيل المقدس أن في هذه القلعة بالذات تمّ قطع رأس القديس يوحنا المعمدان، شفيع مدينة مأدبا وكنيسة الأردن ويحتفل بعيد استشهاده يوم 29 من آب أغسطس.

كان هيرودس الأصغر ابن هيرودس الكبير قد أمر بقطع رأس يوحنا المعمدان وفاء بوعد قطعه لصالومة ابنة هيروديا بعدما رقصت أمامه: "لأعطينك كل ما تطلبين ولو نصف مملكتي"، فأرسل الملك من ساعته حاجبا وأمر بأن يأتي برأس يوحنا على طبق. ويسجل الإنجيل المقدس هذه الحادثة التي جرت حول عام 30 ميلادي أي في السنة التي بدأ المسيح بشارته في بلاد فلسطين والأردن .

تخبر الكتابة الفسيفسائية الموجودة في قلعة مكاور أن بانيها هو إسكندر جانيوس من المكابيين حول سنة 90 قبل المسيح، وأصبحت فيما بعد مركزا للمقاومة فاستولى عليها الرومان سنة 57 قبل الميلاد ودمروها. وظلت أنقاضا حتى مجيء هيرودس الكبير الذي أبدى اهتماما كبيرا بالمكان فزاد في تحصينه وشيد مدينة كبيرة بجوار القلعة. فأعاد بناءها (25-6 ق.م) حصينة منيعة وأحاطها بسور وأبراج عالية وربط المدينة بالقلعة بواسطة جسر. واهتمام هيرودس البالغ بالمكان يعود إلى عدة أسباب منها مراقبة تحركات الأنباط في البتراء لتوتر العلاقات بينهما، قرب المكان من مياه الزارة الحارة التي كان بأمس الحاجة إليها لتحد من طباعه الشرسة وأخيرا وجود المياه العذبة. بعد موت هيرودس الكبير استلم الحكم ابنه هيرودس انتيباس (أمير الربع) واستعملها.

 وبعد مرور أربعين سنة على مأساة قطع رأس القديس يوحنا المعمدان، جاءت الجيوش الرومانية بقيادة لوسيليوس باسوس لإخماد ثورة اليهود في فلسطين (71-72م) ودخلت القدس فلجأ اليهود إلى القلاع المجاورة ومنها قلعة هيروديوم في شرق بيت لحم وقلعة مكاور .

حاصر لوسيليوس باسوس مكاور وقلعتها وقام بردم الوادي من الجهة الشرقية بالتراب مما أثار هلع سكان المدينة الذين بدأوا بالهرب، فهجم عليهم الرومان وقتلوا ألفا وسبعمائة رجل منهم وسبوا النساء والأطفال. وكان المحاصَرون في القلعة يهاجمون الرومان من حين إلى آخر ويفتكون بهم ليعودوا من ثم إلى القلعة، فعمد الجنود الرومان إلى اقتناص بعضهم. وظلوا على هذا المنوال حتى سقطت القلعة فقام الرومان بتدميرها (من كتاب يوسيفوس، "الحروب اليهودية" ص 595).

ومنذ القرن السادس وبحسب الآثار المكتشفة، استوطن رهبان مسيحيون قرية مكاور وبنوا كنائسهم البيزنطية الموجودة آثارها إلى اليوم، فأصبحت مكاور محجا للمسيحيين حتى القرن التاسع الميلادي حين خيم الصمت عليها مدة تزيد عن عشرة قرون إلى حين اكتشافها عام 1964 على يد بعثة الآباء الفرنسيسكان من القدس. وقد أدرج الكرسي الرسولي موقع مكاور على جدول محطات الحج اليوبيلي في سنة ألفين. (موقع أبونا. أورغ)








All the contents on this site are copyrighted ©.