2008-08-25 15:09:02

كونشرتو كلاسيكي لشوبرت على شرف البابا بندكتس الـ16 في كاستل غاندولفو


بتمام السادسة من مساء الأحد 24 من الجاري وفي قاعة السويسريين بالقصر الرسولي الصيفي بكاستل غاندولفو، عزفت إيفون تيمويانو على آلة تشيلّو وكريستوف كورنارو على البيانو كونشرتو "رحلة الشتاء" للموسيقار النمساوي فرانز شوبرت الذي لحن قصائد الشاعر الألماني فيلهيلم مولّر، وقدما هذا الحفل الموسيقي على شرف البابا بندكتس الـ16 بحضور كرادلة وأساقفة وكهنة وحشد من المدعوّين.

وبنهاية الكونشرتو الكلاسيكي، ألقى الأب الأقدس كلمة أعرب فيها عن سعادته خلال تلك الأمسية الرائعة التي أتاحت له الإصغاء مرة أخرى إلى بعض المقطوعات الموسيقية الشهيرة، تاركة في النفوس أثرا روحيا عميقا. كما عبر عن تقديره لمهارة العازفَين وأدائهما الرائع إذ تمكن الجميع من تذوق التنوع اللغوي الموسيقي الذي ميز المقطوعات المقدمة.

وسطر البابا في كلمته تقارب شعر فيلهيلم مولّر وموسيقى شوبرت عَبر النمط اللحني البارز وقال إن شوبرت ترك أكثر من 600 قصيدة مغنّاة (تسمى "ليدر" بالألمانية)، فقيل عنه إنه "عزف شعرا ونطق موسيقى"، وأضاف أن جوا مشحونا بالوحدة الكئيبة طبع هذا العمل الموسيقي نتيجة مرضه الطويل ولتعاقب الانتكاسات العاطفية والمهنية الواحدة تلو الأخرى، مشيرا إلى أن المقطوعة "رحلة داخلية" كتبها الموسيقي النمساوي عام 1827 أي قبل سنة واحدة على رحيله المبكر.

وقال الحبر الأعظم إن شوبرت حين يوقّع كلمات النص الشعري في كونه الموسيقي، يؤديه عبر وصلة لحنية تنفذ برقّة إلى أعماق النفس وتحمل من يصغي إليها لاستشفاف حقائق القلب التي تتخطى حدود العقل.

وإذ أعرب عن سروره وتقديره لآلة تشيلّو التي حلت مكان الصوت البشري في تلاوة وتنغيم القصائد وعن السعادة بالإصغاء إلى كلمات شعرية ملحنة بضوء الرجاء والإيمان، قال البابا إن الموسيقار النمساوي استحق تلك الشهرة العالمية وذلك الاعتراف الدولي بعبقريته الموسيقية الفذّة التي تجلل وتشرّف الحضارة الأوروبية كما والثقافة الكبرى والروحانية لدولة النمسا المسيحية والكاثوليكية. هذا ثم منح الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.