2008-08-24 14:35:00

صلاة التبشير الملائكي

 


أمام سيناريو الأحداث الدولية المخيفة وما يحصل في هذه الأيام في منطقة القوقاز دعا قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر الأحد مع المؤمنين الذين قصدوا القصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستل غاندولفو القريبة من روما إلى الصلاة إلى العذراء مريم كي يعم السلام أنحاء العالم كله. قال البابا: يزداد التوتر في هذه الأسابيع على ساحة الأحداث الدولية ما يحمل على القلق الشديد. ونلاحظ بأسف تدهور أجواء الثقة والتعاون بين الأمم بدل أن تميز العلاقات بينها. كيف لنا في هذه الظروف ألا نأمل بأن تلتف جهود البشرية بأسرها لتشكل الضمير المشترك لأسرة الأمم التي أشار إليها البابا يوحنا بولس الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كمثال يحتذى به؟ علينا أن ندرك أن لنا مصيرا مشتركا وهو في نهاية المطاف مصير متسام وأن نسعى لتحاشي عودة التضاربات القومية التي خلفت نتائج مأسوية في مراحل تاريخية أخرى. إن الأحداث الأخيرة أضعفت في قلوب كثيرين الثقة بأن تبقى خبرات مماثلة في صفحات الماضي. ولكن علينا ألا نستسلم للتشاؤم! لا بد من الالتزام النشط لرفض إغراءات مواجهة أوضاع جديدة بطرق قديمة.  لا بد من رفض العنف! أما السبل الواجب سلوكها فهي التالية: الطاقة الأدبية للقانون، محادثات عادلة وشفافة لتخطي الخلافات بدءا من الخلافات حول السيادة على الأراضي وتقرير مصير الشعوب والأمانة للوعود والبحث عن الخير المشترك. لا بد من سلوك هذه السبل بحزم ودفع خلاق لبناء علاقات مثمرة وصريحة وضمان أزمنة من الوفاق والرقي الأدبي والمدني للأجيال الحاضرة والآتية. علينا أن نحوّل هذه التطلعات والتمنيات عبر الصلاة كي يشعر أعضاء المجتمع الدولي بمسؤولياتهم وخصوصا ذوو المسؤوليات الكبرى فيعملوا بسخاء وتجرد من أجل ترسيخ أسس السلام والعدالة. فلتشفع بنا مريم العذراء، سلطانة السلام!  هذا وكان قداسة البابا قد حدث المؤمنين عن ليتورجية هذا الأحد الموجهة لنا نحن المسيحيين وكذلك أيضا لجميع الرجال والنساء، السؤال المزدوج الذي طرحه يسوع في أحد الأيام على تلاميذه. سألهم أولا: يقول الناس من هو ابن الإنسان؟ رد عليه التلاميذ بأن البعض يرى أنه يوحنا المعمدان وآخرون واحد من الأنبياء. توجه يسوع مباشرة للاثني عشر: وأنتم من تقولون إنه هو؟ رد بطرس بحزم وثقة: أنت هو المسيح، ابن الله الحي. إقرار إيمان عميق تكرره الكنيسة اليوم. أضاف قداسة البابا يقول: علينا نحن أيضا أن نقر بهذا الإيمان: نعم، يسوع، أنت هو المسيح، ابن الله الحي! نفعل هذا وعيا منا أن المسيح هو الكنز الحقيقي الذي يستحق تضحياتنا. إنه الصديق الذي لا يتخلى عنا أبدا لأنه يعرف ما تتوق إليه قلوبنا. يسوع هو ابن الله الحي. المسيح الذي جاء ليعطي الخلاص للبشرية وليروي عطشنا إلى الحياة والمحبة الكامنة في قلب كل كائن بشري. إعلان يحوي في طياته الفرح والسلام وعلى البشرية أن تتقبله. أنت هو المسيح، ابن الله الحي. رد يسوع على بطرس بالقول: أنت بطرس، أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي ولن تقوى عليها أبواب الجحيم.هي المرة الأولى يتحدث فيها يسوع عن الكنيسة المدعوة إلى تحقيق تصميم الله في تكوين أسرة واحدة بالمسيح يسوع. رسالة بطرس وخلفائه هي خدمة وحدة كنيسة الله الواحدة، كنيسة لا من أمة واحدة أو من ثقافة واحدة إنما كنيسة جميع الشعوب تعمل من أجل السلام والمحبة بين البشر. لا بد من خدمة الوحدة الباطنية المتأتية من سلام الله، وحدة الذين عبر يسوع المسيح أصبحوا أخوة وأخوات: هذه هي رسالة البابا، أسقف روما وخليفة بطرس. مضى قداسة البابا إلى القول: أمام عظمة هذه المسؤولية أشعر أكثر فأكثر بأهمية وضرورة خدمة الكنيسة والعالم. ولهذا بالذات أطلب منكم أيها الأخوة والأخوات الأعزاء أن تدعموني بصلاتكم في مهمتي كي نتمكن معا، بأمانة للمسيح، من إعلان حضور يسوع معنا والشهادة له. نطلب من مريم العذراء، أم الكنيسة ونجمة الكرازة، أن تمنحنا نعمها. هذا ثم تلا قداسة البابا والمؤمنون صلاة التبشير الملائكي ومنح الجميع بركته الرسولية. 


 








All the contents on this site are copyrighted ©.