2008-08-13 16:17:37

غياب الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

 


جرت اليوم في رام الله جنازة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي توفي السبت الماضي في الولايات المتحدة. دوى صوته بحماسة في العالم العربي كله وعكس شعره مأساة شعبه والتزامه السياسي ككاتب وخصوصا داخل الحزب الشيوعي ومنظمة التحرير الفلسطينية. شارك رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض في الجنازة التي كانت الأضخم منذ وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في نوفمبر 2004.

وقال أحمد عبد الرحمن مستشار عباس إن الجثمان وصل الأربعاء صباحا إلى الأردن حيث أقيم حفل وداعي قبل نقله بمروحية أردنية إلى رام الله حيث جرى الحفل الرسمي في المقاطعة أي في مقر السلطة قبل الدفن. وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت حدادا وطنيا لثلاثة أيام وطبعت أكثر من خمسة آلاف علم عليها صورة درويش وُزعت خلال حفل التشييع.  

من جهة أخرى وجهت مجموعة من أصدقاء الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش من جنسيات عربية مختلفة نداء إلى محبيه وخصوصا الفلسطينيين للعمل حتى يوارى الراحل الكبير في مسقطه في الجليل الذي ملأ قصائده بعطر اللوز والزيتون. ونشرت صحيفتا النهار والسفير البيروتيتان نص النداء الذي حمل عنوان لنعمل معا كي تستعيد الأرض كلامها.

وجاء في النداء: هو نداء يتعلق بحق شاعر الجليل في أن يعانق أرض الجليل ويستريح في المكان الذي شهد ولادته الشعرية وملأ قصائده بعطر اللوز والزيتون. وأضاف يحق لابن الجليل وشاعره أن يُدفن في أرضه ويجب ألا يكون في مقدور أحد أن يمنع هذا الفلسطيني الكبير من العودة الأخيرة إلى بلاده.

ووجه أصدقاء درويش النداء التالي: إلى أهلنا في فلسطين الذين كان محمود درويش وسيبقى شاعر الحلم والمعنى في أرضهم. نودع شاعرنا الكبير ونرى الحزن مرسوما على خريطة فلسطين ونشعر بفداحة الخسارة التي جاءت تتويجا لزمن الخسارات التي نعيش. ومن أبرز الموقعين الذين عرفوا درويش معرفة وثيقة امتدت سنوات اللبنانيان الروائي الياس خوري والمفكر فواز طرابلسي والفلسطينيان الياس صنبر ومحمد برادة والسوري فاروق مردم.

توفي درويش عن 67 عاما في أحد مستشفيات مدينة هيوستن الأميركية. وهو أحد أهم الشعراء الفلسطينيين الذين ساهموا في بناء الشعر العربي الحديث. مُنح درويش عددا من الجوائز العربية والدولية بينها جائزة البحر المتوسط في 1980 ودروع الثورة الفلسطينية 1982 وجائزة لينين في الاتحاد السوفيتي عام 1983 وجائزة الأمير كلاوس الهولندية وجائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر أدونيس في عام  2004.  كما مُنح جائزة الأركانة التي يقدمها بيت الشعر في المغرب وكان يُفترض أن يتسلمها في الرباط في أكتوبر المقبل في مسرح محمد الخامس.

له مؤلفات كثيرة تمت ترجمتها إلى أكثر من أربعين لغة. استطاع أن يخوض عمق الفكر الإنساني من خلال كتاباته عن الحب والرغبة والأمل والحياة. اضطر في عام 1948 مع إقامة دولة إسرائيل إلى الهرب بعد أن دمر الإسرائيليون منزله. في العشرين من عمره انضم إلى الحزب الشيوعي اليهودي العربي. اعتُقل مرات كثيرة وخضع للإقامة الجبرية لكنه فضّل المنفى فتوجه أولا إلى موسكو ومن ثم إلى القاهرة فبيروت.

غداة الغزو الإسرائيلي للبنان استأنف محمود درويش طريقه فتوجه إلى مصر ومن ثم إلى تونس فباريس قبل أن يعود إلى غزة ورام الله في عام 1995 أي بعد سنتين على التوقيع على اتفاقيات أوسلو التي أجبرته على الاستقالة من عضوية منظمة التحرير بسبب الفجوات الكبيرة التي تضمنتها. أمضى سنواته الأخيرة متنقلا بين عمّان ورام الله والضفة الغربية حيث نشر مجلة الكرمل التي تأسست في بيروت واليقِظَة حيال التيارات الفكرية الدولية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.