2008-08-11 12:44:53

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وأجبر يسوع التلاميذ من وقته أن يركبوا السفينة ويتقدموه إلى الشاطئ المقابل حتى يصرف الجموع. ولما صرفهم صعد الجبل ليصلي في العزلة. وكان في المساء وحده هناك. وأما السفينة فقد ابتعدت عدة غلوات من البر، وكانت الأمواج تلطمها، لأن الريح كانت مخالفة لها. فعند آخر الليل، جاء إليهم ماشيا على البحر. فلما رآه التلاميذ ماشيا على البحر، اضطربوا وقالوا: "هذا خيال!" واستولى عليهم الخوف فصرخوا. فبادرهم يسوع بقوله: "ثقوا. أنا هو، لا تخافوا!" فأجابه بطرس: "يا رب، إن كنت إياه، فمرني أن آتي نحوك على الماء". فقال له: "تعال!" فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء آتيا إلى يسوع. ولكنه خاف عندما رأى شدة الريح، فأخذ يغرق، فصرخ: "يا رب، نجّني!" فمد يسوع يده لوقته وأمسكه وهو يقول له: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟" ولما ركبا السفينة، سكنت الريح، فسجد له الذين كانوا في السفينة وقالوا: "أنت ابن الله حقا!". (متى 14/22-33)

 

قراءة من القديس كيرلّس الأورشليمي (+386)

 

إن الإيمان هو هكذا قدير، حتى على أن يسنُدَ البشر الذين يسيرون فوق البحار. إن بطرس كان إنسانا شبيها بنا، جُبل من لحم ودم، يتناول من نفس الأطعمة التي نتناولها، ولكن إذ قال له يسوع تعال، آمن وسار على المياه، فكان إيمانه أقوى سند وكان جسده الثقيل يرتفع على المياه بقوة إيمانه.

مشى بطرس على المياه مطمئنا، ولكن عندما شك بدأ يغرق، نعم، لأن إيمانه بدأ يضعف قليلا، حينئذ شعر بأنه بدأ يغرق. ولما رأى يسوع، الذي يخفف آلام النفوس، ما حدث له، قال: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟" فتقوّى من جديد بالذي أمسك بيده وعاد إليه الإيمان وبدأ من جديد، ممسكا بيد المعلم الإلهي، يمشي على المياه. هذا ما نفهمه من الإنجيل إذ قال: "ولما صعد السفينة"، فلم يقل الإنجيل إن بطرس سبح حتى ركب السفينة بل يفهمنا بأنه ذهب إلى يسوع في السفينة ماشيا على المياه.

إن الإيمان هو هكذا قدير، بحيث إن منْ له الإيمان لا يخلص وحده بل يخلص آخرين معه، إذا كان الذين يحيطون به لهم هذا الإيمان. إن مخلع كفرناحوم لم يكن عنده الإيمان ولكن الذين حملوه ونقبوا سقف المنزل حتى أوصلوه إلى يسوع، هم الذين كانوا يتمتعون بالإيمان، فقد كانت نفسه مريضة مثل جسده. ولا تظنوا أني أقول ذلك اعتباطا، إنما الإنجيل نفسه هو الذي يقول عنه: "ولما رأى يسوع إيمانهم" وليس إيمان المخلع، قال له: "قم وامشِ". يتضح من ذلك أن الحاملين هم منْ كان عندهم الإيمان وبالتالي نال المخلع الشفاء.

لو لم يكن لديك إيمان، أو لو أن إيمانك يتراخى، فإن الله رحيم ويأتي بالقرب منك إن كنت نادما. قل فقط ومن كل قلبك "إني أؤمن يا سيدي، أغِثْ عدم إيماني". وإذا كنتَ تتصور أن فيك إيمان ولكنه ليس بالإيمان الكامل فإنه يلزَمك القول مع بولس الرسول: "يا سيدي، قوِّ إيماني". (شرح قانون الإيمان)








All the contents on this site are copyrighted ©.