2008-08-09 14:48:55

أكبر بلدان العالم سكانا تستضيف أكثر الدورات الأولمبية إثارة للجدل والأكثر تسييسا والأكبر مشاركة


بدأت في بكين الدورة الألعاب الأوليمبية الأكثر إثارة للجدل والأكثر تسييسا منذ عقود وسط مشاعر من الاعتزاز للبلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم. افتُتحت الألعاب في ملعب "عش العصفور" وهو إستاد حديث يرمز إلى الصين القوة الصاعدة التي تثير إعجابا وقلقا في جميع أنحاء العالم وذلك عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي. ولم يأت اختيار الموعد والساعة عشوائيا فثمانية رقم يجلب الحظ في الصين التي يؤمن معظم سكانها بالخرافات.

ومع أن هذه السنة هي 2008 لم تحمل معها الكثير من الأحداث السعيدة للصينيين ففي مايو الماضي ضرب زلزال جنوب غربها وأدى إلى مقتل حوالي تسعين ألف شخص وكان الأسوأ الذي شهدته الصين خلال ثلاثين عاما. وهذا سبب إضافي للصينيين للاتحاد حول الألعاب الأولمبية والنجاح في تحقيق حلم بدأ في عام 2001 عندما اختيرت الصين لتنظيم الدورة. قال المتحدث باسم اللجنة المنظمة لقد تخطينا الكثير من الصعاب هذه السنة ونحن واثقون أننا سنحقق نجاحا كبيرا. كما نأمل بأن تكون ألعابا رائعة إن لم تكن الأفضل من كل الدورات.

قالت جاو بيلينغ وهي أرملة جاءت لزيارة "عش العصفور" إنها سعيدة جدا. فالصينيون كانوا لفترة طويلة فقراء يعانون من القمع. الأكيد في هذه الدورة هو الأرقام القياسية التي سُجلت. فعدد الرياضيين المشاركين بلغ عشرة آلاف وستمائة وأربعة وعشرين وعدد الصحفيين اثنين وعشرين ألفا بينما سيتابع الألعاب أربعة مليارات متفرج ربعهم في الصين. شارك في حفل الافتتاح عشرات من رؤساء الدول والحكومات والوزراء بينهم رئيسا الولايات المتحدة وفرنسا جورج بوش ونيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الياباني ياسوو فوكودا ورئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.

حقق النظام الصيني بذلك انتصارا سياسيا وإنجازا لمكانته بعدما دعا مرارا إلى عدم تسييس الألعاب الرياضية. وأكد المدافعون عن حقوق الإنسان أن الحزب الشيوعي الصيني لم يكن مثاليا في سلوكه إذ واصل إحكام سيطرته على الرأي العام وسجن المنشقين في الصين قبل الألعاب الأولمبية. وأكدت جولة الشعلة الأولمبية في العالم التي بدأت بعد اضطرابات التيبت في مارس الماضي أنها الألعاب الأكثر جدلا والأكثر تسييسا منذ تلك التي نُظمت في موسكو في عام 1980 أو في لوس أنجلوس في عام 1984.

اتسع الجدل حول حقوق الإنسان وحرية التعبير قبل أيام من بدء الدورة خصوصا مع الجدل حول استخدام شبكة الإنترنت من قبل وسائل الإعلام الأجنبية. وقد حُجبت مواقع وأُغلقت أخرى. أما الجدل حول التلوث فقد تراجع لكن بعض الرياضيين ما زالوا يشعرون بالقلق. وسيكشف مستوى الأداء ما إذا كان من الخطأ منح شرف تنظيم الدورة لواحدة من أكثر مدن العالم تلوثا يلفها الضباب في معظم الأيام.

وبإغلاق المصانع وخفض حركة السير بذل المنظمون جهودا كبيرة لتنقية أجواء العاصمة. الإجراءات الأمنية هي أيضا بحجم الحدث لتطويق أي تهديد إرهابي تحدثت عنه الحكومة الصينية والمتظاهرين من كل الاتجاهات. فقد نُشر 150 ألف شرطي ورجل أمن بينما نشر الجيش الصيني أكثر من 34 ألف جندي و121 طائرة و33 سفينة لضمان أمن الأولمبياد.

وجاءت كلفة الألعاب باهظة وحققت رقما قياسيا أيضا إذ بلغ ما أنفقته الصين نحو 28 مليار يورو مقابل 13 مليار يورو في أثينا قبل أربع سنوات. وستقام المنافسات في 37 منشأة رياضية بينها 31 في بكين شيد 12 منها خصيصا للحدث. وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها الصين الألعاب الأولمبية فباتت ثالث دولة آسيوية تنال هذا الشرف بعد طوكيو عام 1964 وسيول عام 1988.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.