2008-07-19 14:02:26

لقاء البابا مع الشباب في ميدان راندوييك بسيدني: الروح القدس يرشد الكنيسة إلى الحقيقة كلها ويكفل لها وحدة الشركة والخدمة الروحية


عند السابعة من مساء السبت بتوقيت أستراليا الحادية عشرة صباحًا بتوقيت روما، التقى بندكتس السادس عشر الشباب في ميدان راندويك بسيدني ووجه إليهم كلمة استهلها مذكّرا بموضوع يومهم العالمي 23: "سينزل عليكم الروح القدس، فتتلقون من القدرة وتكونون لي شهودا حتى أقاصي الأرض".

قال الأب الأقدس إنها الكلمات الأخيرة التي تلفظ بها يسوع، قبل صعوده إلى السماء، داعيا الشباب إلى قبول مواهب الروح القدس السبع، ليتحدث بعدها عن كيفية أن نكون شهودا ليسوع فقال:" نحن بحاجة لأن نتعرف على الروح القدس وحضوره المحيي في حياتنا"، مشيرا إلى أن النسبية تتجاهل المبادئ التي تجعلنا قادرين على العيش والنمو في الوحدة والنظام والانسجام.

وذكّر البابا بأنه يستحيل بلوغ الوحدة والمصالحة بواسطة جهودنا فقط، وقال إن الروح القدس هو الذي يرشد الكنيسة إلى الحقيقة كلها، ويكفل لها وحدة الشركة والخدمة الروحية، داعيا الشباب إلى الصلاة من أجل تنمية الوحدة وقال: مُغتنين بمواهب الروح القدس، تنالون القوة للذهاب أبعد من الرؤى الجزئية والوهمِ الفارغ لتقديم شهادة مسيحية حقيقية، مشيرًا في الآن معا إلى أن الروح القدس يُبقي الكنيسة متحدة بربّها وأمنية للتقليد الرسولي.

وتابع البابا كلمته: هناك لحظات نسعى فيها للبحث عن سعادة بعيدًا عن الله. وقد سأل يسوع نفسه تلاميذه قائلا "أَفتريدونَ أنتم أن تذهبوا مثلهم؟" وأضاف الأب الأقدس: إن ابتعادًا كهذا قد يقدم توهّم الحرية ولكن إلى أينَ يقود؟ وإلى مَن نذهب؟ فعندَ الرب وحده كلام الحياة الأبدية والله معنا في حقيقة الحياة لا في خيالنا، كما وأن الروح يقودنا إلى الشركة مع الثالوث الأقدس.

وانتقل الأب الأقدس ليتحدث بعدها عن الروح القدس كرباط وحدة داخل الثالوث الأقدس: الوحدة كشركة ومحبةٍ دائمة وعطية، مستندًا في ذلك إلى تعليم القديس أغسطينوس، فقالَ إن الوحدة الحقيقية لا تستطيع الارتكاز لعلاقاتٍ تتجاهل الكرامة المتساوية لباقي الأشخاص.

وأضاف البابا أن الروح القدس يجعلنا نسكن في الله والله فينا، وأن المحبة هي علامة حضور الروح القدس الذي يقدّم للعالم محبةً تُبدّد الريبَ وتتخطى الخوف، المحبةَ الحقيقية التي تُدخلنا في وحدة دائمة، وأشار أيضا إلى أن الروح القدس هو عطية الله والينبوع الذي يروي عطشنا ويقودنا إلى الآب، داعيا الشباب إلى أن يرددوا مع المرأة السامرية قائلين: "سيّدي، أعطني هذا الماء لكي لا أظمأ!

وفي ختام كلمته للشبان والشابات في ميدان راندوييك بسيدني، قال البابا إن مواهب الروح القدس تربطنا وثيقًا بجسد الرب وتحثنا على المشاركة بنشاط وفرح في حياة الكنيسة، ودعاهم للعمل كيما ينضج إيمانهم من خلال الدراسة والعمل والرياضة والموسيقى والفن، وأن ينموا في الصلاة وبواسطة الأسرار ليكونوا هكذا ينبوع وحيٍ وعونٍ لجميع مَن حولهم.

وأضاف بندكتس السادس عشر قائلا: أنْ نكون حقا أحياء يعني أن نتبدّل من الداخل وننفتح على قوة محبة الله! وبقبول قوة الروح القدس، تستطيعون تبديل عائلاتكم، الجماعات والأمم! اجعلوا من الحكمة والذكاء والقوة الأخلاقية والعلم والرحمة علامات كِبركم!








All the contents on this site are copyrighted ©.