2008-07-02 15:12:45

البابا يبدأ دورة تعليمية عن فكر القديس بولس خلال مقابلته العامة


تمحور تعليم البابا بندكتس الـ16 الأسبوعي في قاعة بولس السادس بالفاتيكان حول القديس بولس رسول الأمم الذي تحتفل الكنيسة في العالم بالذكرى الألفية الثانية لولادته والتي افتتحها الحبر الأعظم في 28 من حزيران يونيو الماضي في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما بمشاركة بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول.

وبحضور ثمانية آلاف مؤمن، أعلن الأب الأقدس عن إطلاقه سلسلة من التعاليم والتأملات حول فكر القديس بولس أثناء المقابلات العامة المقبلة وعلى مدى السنة البولسية التي ستنتهي في 29 حزيران يونيو 2009، لفهم وإدراك ما يريد بولس قوله للمسيحيين في عالم اليوم، ولنتعلم منه الإيمان،  لنتعلم المسيح وأخيرا الطريق المستقيم.

ولا يمكن فهم بولس الرسول، قال البابا، من دون الرجوع إلى البيئة الثقافية الاجتماعية التي ترعرع فيها والتي لا تختلف كثيرا عن ثقافة عصر اليوم. ولد بولس من عائلة يهودية تقليدية في طرسوس، ومن ثقافة يهودية تشكل أقلية في الإمبراطورية الرومانية، وتقوم على الإيمانِ التوحيدي وعلى نمطِ حياة يثير الإعجاب والرفض في الآن معا.

أضاف البابا أن عاملين مهمين ساهما في تعزيز التزام بولس التبشيري وغيرته الرسولية، أولهما تأثير الثقافة اليونانية الهلّينية التي تركت بصماتها الفلسفية في كتاباته، وثانيهما البنية السياسية الإدارية في الإمبراطورية الرومانية التي أتاحت له إمكانية السفر وسهّلت تجواله في أرجائها.

وأضاف البابا أن ثقافات ثلاث متمايزة اجتمعت في شخصية الرسول بولس وارتكز إليها في تعاليمه وتبشيره، فهو يهودي بالمولد والمعتقد، يوناني بالتربية والعلم وروماني بالمواطنة. ولفت إلى أن اهتداءه على طريق دمشق ملتقيا بالمسيح، سيتخطى حدود الثقافات جميعها، إذ إن بولس سيعلن على مجتمع باحث وديانة في أزمة ويبشرهما بإله شخصي يسكن في كل إنسان ويتحول اختبارَ حياة جماعية مشتركة أي الكنيسة.

وقال البابا إن بولس رمز ومثال للغيرة والاندفاع والتكرس للرب ولكنيسته كما تميز بانفتاحه الكبير على الإنسانية وثقافاتها وآفاقها، ودعا الجميع لولوج هذه السنة اليوبيلية البولسية بحماسة والتأمل في حياة ورسائل الرسول الكبير بهدف النمو الروحي في الله ومعه.

الجدير ذكره أن الحبر الأعظم يغادر مساء اليوم الفاتيكان على متن طائرة مروحية تقله إلى مقره إقامته الصيفي في كاستل غاندولفو القريب من روما، وسيسافر من هناك إلى أستراليا لترؤس احتفالات اليوم العالمي للشبيبة في سيدني المرتقب من 15 وحتى 20 من الجاري، ليعود من ثم لقضاء فترة راحة في منطقة بريسّانونه بجبال الألب الإيطالية.








All the contents on this site are copyrighted ©.