2008-06-29 12:47:23

عيد القديسين بطرس وبولس عامودي الكنيسة: وقفة تأملية


ولما وصل يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبّس سأل تلاميذه: "منِ ابنُ الإنسان في قول الناس؟" فقالوا: "بعضهم يقول: هو يوحنا المعمدان، وبعضهم يقول: هو إيليا، وغيرهم يقول: هو إرميا أو أحد الأنبياء". فقال لهم: "ومن أنا في قولكم أنتم؟" فأجاب سمعان: "أنت المسيح ابن الله الحيّ". فأجابه يسوع: "طوبى لك يا سمعان بنَ يونا، فليس اللحمُ والدمُ كشفا لك هذا، بل أبي الذي في السموات. وأنا أقول لك: أنت صخرٌ وعلى الصخر هذا سأبني كنيستي، فلن يقوى عليها سلطان الموت. وسأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فما ربطته في الأرض رُبطَ في السموات. وما حللته في الأرض حُلَّ في السموات. (متى 16/13-20)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

الإيمان بالمسيح

 

هلمّ أيها الطوباوي بولس، مندفعا بحب الحقيقة، اغضبْ في سبيل الإيمان وقل للهراطقة: "منْ عرّفكم بأرسطو؟ من منكم يرفع افلاطون على الأناجيل؟ من يحاول تقويض أركان الإيمان بالتعنّتِ الإلحادي؟ أين تعلّمتَ الإيمان عن المولود وغير المولود؟ لقد تركتم الآب ونبذتم الابن وعددتم مكانة الروح القدس دون سواها، إنك تعتمد تعابير بشرية، أجل، على حد قول إرميا النبي: "قد زال الإيمان عن كلامهم". ماذا قال بطرس عندما طوبه الرب لأجل كلامه؟ قال: "أنت المسيح ابن الله الحي" ولم يقل: "أنت من نسل غير المولود".. أما كان بوسع بطرس أن يقول حكمة الآب التي أوحاها إليه؟ أما كان باستطاعة المسيح أن يقول للرسل، عندما أرسلهم ليعمدوا: "اذهبوا وعمدوا الشعوب باسم المولود وغير المولود؟" إن التقليد وجد تعابير أبلغ في توضيح الأسرار وأنت تريد أن تضع حدا للألوهية وأن تنبذ الإيمان وتعقّد الأمور. ألا خَفْ يا عدو الله. فالقابض على المفاتيح هو بطرس الذي تسلمها لأنه قال: "أنت المسيح ابن الله الحي!" وسوف يفتح بابَ الملكوت لمن يسمعهم يتكلمون على الابن ويغلقه في وجه الذين يهينونه، إذ يعتبرونه مخلوقا. (عظة إلى الحديثي العماد)

 

ابتهال

 

افرحي يا بيعة الرب وابتهلي، فاليوم تذكار بطرس الذي وضِعتْ عليه أساساتُك! لقد بنيتِ على الصخر الذي هو المسيح، ووضعتْ أساساتُك على الصخر بطرس باسم المسيح، فسُرّي وابتهجي لأن أمخالَ الجحيم لن تقوى عليكِ.

افرحي يا بيعة الرب وابتهجي، فاليوم تذكار بولس رسول الشعوب! فقد أصبح مضطهدُكِ عمودا لك، والفريسيُ المتصلّب الإناءَ المختارَ الذي طاف المسكونةَ يحمِل صليبَ العار بفخر واعتزاز!








All the contents on this site are copyrighted ©.