2008-06-29 12:44:59

البابا يحتفل بقداس عيد الرسولين بطرس وبولس ويتلو صلاة التبشير الملائكي


تزينت بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان بأبهى حللها وزهو أنوارها، حين ترأس البابا بندكتس الـ16 القداس الاحتفالي في عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس، منح خلاله درع الثبيت لعدد من الأساقفة وشارك فيه بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول.

"روما السعيدة، المجللة بقرمز دم الأمراء الأكابر الثمين، إنك لتفوقي العالم جمالا بفضل القديسين الذين قتلهم سيفك"، نشيد ألفه القديس باولينوس من أكويلييا في القرن التاسع، ردده البابا في مستهل عظته التي تمحورت حول رسالة بطرس وبولس ورمزية درع التثبيت الممنوح للأساقفة في مثل هذا اليوم المبارك.

قال البابا إن دم الشهداء يزرع الصلح بدل الانتقام وهو قوة المحبة التي تتخطى الكره والعنف، ليؤسس مدينة جديدة وجماعة جديدة. بطرس وبولس أرشدا الناس إلى الرجاء الحق عبر إيمانهما ومحبتهما وعانقا الاستشهاد معا وماتا في سبيل المسيح الأوحد.

بولس الذي أتى روما كسجين وفي الوقت عينه كمواطن روماني، اعتبر رسالته تحقيقا للمهمة التي سلمه إياها المسيح وهي حمل الإنجيل حتى أقاصي الأرض المعروفة آنذاك. وهنا سطر البابا أن الطريق إلى روما يشكل جزءا من شمولية رسالته كمبعوث إلى الأمم والشعوب كي يؤسس الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، لذا فعلى روما أن تكشف الإيمان للعالم أجمع وعليها أن تكون مكان التقاء الإيمان الواحد.

ولم ذهب بطرس إلى روما؟ سأل البابا ليجيب أن كنيسة الأمم ولدت تحت صليب يسوع مع قائد المائة فغدا بطرس فيما بعد شفيعا لكنيسة الوثنيين الذين طهر الله قلوبهم ونقاها بالإيمان. ولكن بطرس بأمر من الله تخلى عن رئاسة الكنيسة المسيحية اليهودية في أورشليم وسلمها إلى يعقوب الصغير، ليتكرس لمهمته الجديدة وهي خلق وحدة كنيسة الله الوحيدة والجامعة، كنيسة كل الشعوب والأمم. ووسط الوحدة الخارجية، تابع البابا، نحتاج إلى الوحدة الداخلية التي يهبها سلام الله، وحدةِ الكل الذين غدوا إخوة وأخوات بواسطة يسوع المسيح.

وتحدث البابا عن درع التثبيت الذي يمنحه أسقف روما للأساقفة في مثل هذا اليوم رمزا للكرامة والمسؤولية في رعاية كنيسة يسوع المسيح. فالراعي يحمل على كتفه الخروف الضال الذي يمثل الإنسانية برمتها والطبيعة البشرية، وهذا الراعي الذي يعيد الخروف إلى رعيته هو اللوغوس كلمة الله الأبدية نفسه.

درع التثبيت هو علامة محبة الأساقفة للراعي المسيح ومعه يصبح دعوة إلى محبة جميع الناس، وهو أيضا تأكيد على التسلسل الرسولي حين يخلف الأساقفة الرسل في رعاية كنيسة الله. إن درع التثبيت يحكي شمولية الكنيسة وشركتها الجامعة بين الراعي والقطيع، ويعود إلى عهد التأسيس على المسيح والرسل: كنيسة واحدة جامعة مقدسة ورسولية.

وبتمام الثانية عشرة ظهرا، عقب نهاية القداس، ألقى البابا بندكتس الـ16 كلمة قبيل تلاوة التبشير الملائكي، سلط خلالها الضوء على عيد الرسولين بطرس وبولس المصادف يوم الأحد إذ فيه تصلي كل كنائس العالم من أجل وحدة المسيحيين وتحتفل بافتتاح السنة البولسية، الألفية الثانية لميلاد بولس، التي ستختتم في حزيران يونيو 2009.

وقال: على الرغم من تبشير رسول الأمم في كل الأصقاع، إلا أن كثيرا من الناس، وفي عالم غدا صغيرا، لم يلتق الرب يسوع بعد! فاليوبيل البولسي يشكل دعوة لكل المسيحيين كي يكونوا مرسلي الإنجيل. وأضاف أن هذا البعد الرسولي يترافق والوحدة التي يمثلها القديس بطرس، الصخر الذي شيد عليه المسيح كنيسته، ويكمل بمواهب الرسولين وبوحدة المسيحيين أجمعين عبر شهادته الصالحة. هذا ودعا للصلاة على نية السنة البولسية والتبشير والشركة في الكنيسة ووحدة المسيحيين، ومنح الكل بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.