2008-06-28 14:42:57

البابا يستقبل بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول


في إطار مشاركته في احتفالات افتتاح السنة البولسية، وصل برتلماوس الأول بطريرك القسطنطينية المسكوني أمس الجمعة إلى روما وحل ضيفا في جناح سانتا مارتا بالفاتيكان.

وقد استقبل البابا بندكتس الـ16 صباح اليوم في القصر الرسولي بالفاتيكان البطريرك والوفد المرافق ووجه إليه كلمة أعرب فيها عن غبطته بحضوره ومشاركته مستحضرا كلام بطرس الرسول في رسالته الثانية: "إلى الذين نالوا من برّ إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح إيمانا كإيماننا ثمينا، عليكم أوفرُ النعمة والسلام بمعرفتكم ربَّنا" (2 بط 1/1-3).

وقال البابا إن الاحتفال بعيد الرسولين بطرس وبولس شفيعي كنيسة روما كما الاحتفال بعيد الرسول أندراوس شفيع كنيسة القسطنطينية، يتيحان لنا كل عام تبادل الزيارات الأخوية والحوار والصلوات المشتركة، إضافة إلى مبادرات أخرى تنمّي الرجاء في قلوب الجميع على أمل بلوغ الوحدة التامة في الطاعة لوصية الرب.

هذا وأعرب الأب الأقدس عن سروره بإطلاق برتلماوس الأول السنة البولسية في القسطنطينية أيضا على غرار اليوبيل في روما الذي يفتتحه البابا مساء اليوم في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار، وسطر جذور الدعوة المسيحية المشتركة والتناغم الرمزي بين الكنيستين إضافة إلى المشاعر والالتزامات الراعوية.

وسلط البابا الضوء على كلام بولس الرسول إلى أهل أفسس حين دعا المسيحيين للشركة الكاملة التي أساسُها "ربٌ واحد وإيمانٌ واحد ومعموديةٌ واحدة" (أف 4/4)، وقال إن الإيمان المشترك والمعمودية الواحدة لمغفرة الخطايا والطاعة لرب ومخلص واحد، تتجلى تماما في البعدين الجماعي والكنسي. "فهناك جسد واحد وروح واحد" يقول بولس الرسول ويدلنا جميعا على سلوك الطريق الآمن للثبات في الوحدة.


وفي عالمنا الذي تنتشر فيه ظاهرة العولمة وتتنامى رغما منها الانقسامات والنزاعات، أضاف البابا، ينشد الإنسان حاجته إلى تأكيدات وإلى سلام، فيما لا يزال تائها ولاهثا وراء ثقافة أنانية ونسبية تعرض وجود الحقيقة نفسه للشك. فمن هنا، تبدو مناشدة بولس الرسول أكثر إلحاحا اليوم لمضاعفة الجهود بهدف تحقيق الوحدة التامة بين المسيحيين، وهي ضرورية كي تقدّم لأناس الألفية الثالثة شهادة ساطعة للمسيح، الطريق والحق والحياة. في المسيح وحده وفي إنجيله تجد البشرية جوابا على انتظاراتها الحميمة.

ورد البطريرك برتلماوس الأول بكلمة شدد فيها على أن احتفال الصلوات المشتركة يمتّن أواصر الأخوة بين كنيستي روما والقسطنطينية السائرتين على درب المصالحة والوحدة. وقال إن بعض الزيارات التاريخية أتاحت تبادلا عميقا بين الكنيستين كعلامة حسية للشركة العظيمة من خلال الحوار اللاهوتي الذي يفضي إلى الشركة الأسرارية التامة بجسد المسيح، مذكرا باللقاءات التاريخية بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس، والبابا يوحنا بولس الثاني والبطريرك ديميتريوس.

وأشار في كلمته إلى الاحتفالات المتوقعة في مدينة طرسوس التاريخية حيث ولد شاول القديم والذي أصبح فيما بعد بولس، رسولَ الهوية المسيحية وغيّر تاريخ الحضارة الغربية عبر اهتدائه الجذري وتبشيره بموت وقيامة يسوع المسيح. وإذ شكر الحبر الأعظم على دعوته الثمينة للمشاركة بالاحتفالات، سأل البطريرك برتلماوس الأول الرسولين القديسين بطرس وبولس أن يكونا شفيعين لدى الرب الواحد الذي تخدمه وتبشر به كل الكنائس ويهديا السبيل إلى الوحدة التامة.








All the contents on this site are copyrighted ©.