2008-06-24 16:58:30

البطريرك فؤاد طوال يترأس قداسه الاحتفالي الأول في كنيسة القيامة في القدس


ترأس يوم أمس الاثنين البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس للاتين، قداسه الاحتفالي الأول في كنيسة القيامة في القدس، غداة تنصيبه يوم الأحد الماضي بحضور الكاردينال جون باتريك فولي والعديد من الأساقفة وحارس الأرض المقدسة الأب بيتزابالاّ وسفراء وممثلي الدول لدى السلطة الفلسطينية. وألقى البطريرك الجديد عظة في المناسبة نورد أبرز ما جاء فيها نقلاً عن الموقع الإلكتروني للبطريركية:

نقف اليوم أمام القبر المقدس، وقد زاره من قبلنا التلميذان بطرس ويوحنا. سنجده وهو يعبق برائحة الصلاة والتعبد والبخور، مليئاً بالمصلين من كل الرعايا الشقيقة، كما نجده فارغاً من جسد المسيح القائم والمنتصر على الشر والظلم والموت. "إنه ليس ههنا، اذهبن وقلن لتلاميذه أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يعاينونه".

معه وبنعمته تعالى نحن أيضاً سنقوم. معه وبنعمته تعالى سننطلق من جديد، وكل يوم في حياة هذه الكنيسة هو انطلاقة جديدة، فلا نكتفي بما آلت إليه حالنا من ضعف ووهن وتهميش ومقاطعة، ولا إلى ما وصلت إليه كنائسنا من نضوج، ومحبة، واحترام متبادل، وشراكة لمجد الله ولنشر ملكوته. بهذا التجديد تكمن قوتنا. قوة نستمدها منه تعالى مباشرة، كما قال "ستنالون قوة من العلى". قوة نستمدها من حضوره بيننا في سر الإفخارستية. قوة نستمدها من صليبه الكريم المحيي، ومن قيامته المجيدة السعيدة. قوة نستمدها من وعوده لنا عندما قال: "لا تخافوا أنا معكم. أنا أخذت المبادرة واخترتكم ... لا تخافوا لن أترككم يتامى ... لا تخافوا،  ثقوا، أني قد غلبت العالم".

أيها الأخوة، ما زلنا مع المسيح "نُصلب ونهان" وفيه ومعه نحن الصورة المشرقة لكنيسة الغد (...) اليوم، وإن كانت قلوب المسيحيين في المعمورة جمعاء تتجه صوب قبر الخلاص فإننا نحن أبناء هذه الأرض،  أبناء الجلجلة وطريق الآلام، أبناء النور والحبور والقيامة، سنكون الصوت المبّشر بالخيرات، المنادي بالسلام، المقتدي بالمسيح، الصابر على الظلم والحقد والمكيدة. سنُطلق صرخة (...) الخلاص والقيامة والسرور التي أطلقها الرسل الأولون "إن الرب قد قام حقا وتراءى لسمعان".

اللهم أنت تعلم كل شيء، أنت تعلم أننا نحبك رغم فقرنا. فنحن فقراء، نفتقر إلى محبة الله ورحمته وصبره. ونحن فقراء، ونعترف بذلك إذ نفتقر إلى عون ومشورة وصلاة ومشاركة الكل في المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. هبنا اللهم الحكمة التي أوليتها لسليمان فلا تخرج منا قرارات فردية شخصية، من غير الاستماع  إلى الأخوة، والأخذ برأيهم الصائب لما فيه الخير العام، فأنت سندنا وبك نغتني (....)

اللهم نسألك بشفاعة والدتك سيدة فلسطين: أعطنا النعمة كي نسامح كما تسامح أنت. وأن نحب كما أنت أحببت وبلا حدود. وأن نخدم بكل تواضع ونعطي كما أنت أعطيت، فنتخطى بكرمنا وعطائنا كل الحواجز الاجتماعية، والسياسية، والطائفية (....) أيها الأخوة والأخوات جميعاً، من مدينة السلام هذه أرجو لكم سلام الله الذي يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع. آمين.

يشار أخيراً إلى أن بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال سينال ـ مع أربعين رئيسَ أساقفة من مختلف أنحاء العالم ـ درع التثبيت من يد البابا بندكتس السادس عشر، وذلك صباح الأحد المقبل التاسع والعشرين من الجاري خلال قداس إلهي يترأسه الحبر الأعظم في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة عيد القديسَين بطرس وبولس.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.