البابا يؤكد في رسالته للمشاركين في مؤتمر الفاو أن الجوع وسوء التغذية غير مقبولين في عالم اليوم

وجه البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى المشاركين في مؤتمر دولي حول الأمن الغذائي تنظمه الفاو في مقرها بروما من الثالث وحتى الخامس من الجاري، قرأها صباح اليوم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال ترشيزيو برتوني بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات.

قال الأب الأقدس في رسالته إن الجوع وسوء التغذية غير مقبولين في عالم يملك مستويات الانتاجية والموارد الكافية لوضع حد لهذا النوع من المآسي وتبعاتها، مذكرا في الآن معا بأهمية عولمة التضامن وشاكرا منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومديرها العام على لفت انتباه المجتمع الدولي، مرة جديدة، للمشاكل التي تعيق مكافحة الجوع، وحثِّهِ على العمل بطريقة موحدة ومنسقة. كما دعا البابا المشاركين في المؤتمر الدولي لمنظمة الفاو إلى التعاون دوما بطريقة شفافة مع منظمات المجتمع المدني الملتزمة بردم الهوة القائمة بين الغنى والفقر، وحضَّهم على مواصلة الاصلاحات الهيكلية الضرورية على الصعيد الوطني، لمواجهة الجوع وسوء التغذية.

وأشار بندكتس السادس عشر إلى أن الحق في الغذاء يتجاوب خصوصا مع سبب خلقي هو "اطعام الجياع" يدفع إلى تقاسم الخيور المادية، وقال إن الحق الأولي في الغذاء مرتبط وثيقا بالدفاع عن الحياة البشرية، الصخرة الصلبة التي تُبنى عليها الحقوق الإنسانية. وأكد الأب الأقدس حق كل شخص في الحياة وشدد على ضرورة العمل لتطبيق هذا الحق ومساعدة السكان الذين يعانون نقص الغذاء في أن يصبحوا قادرين، بشكل تدريجي، على تلبية حاجاتهم لغذاء كاف وصحي. كما ذكّر البابا بأهمية وضع استراتيجيات جديدة لمكافحة الفقر وتعزيز التنمية الريفية، وبضرورة القيام بإصلاحات هيكلية تسمح بمواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغيرات المناخية.

وأضاف الأب الأقدس أن المصاعب الحالية تظهر أن التكنولوجيات الحديثة ليست كافية لوحدها لمواجهة النقص في الغذاء ولا الاحصائيات وإرسال المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ. كل ذلك مهم ـ قال البابا ـ ولكن ينبغي أن يكتمل بعمل سياسي يحمي ومن خلال الاستلهام من مبادئ الشريعة الطبيعية المكتوبة في قلوب البشر، يحمي كرامة الإنسان. وختم بندكتس السادس عشر رسالته للمشاركين في المؤتمر الدولي لمنظمة "الفاو" مذكر بأن الدفاع عن الكرامة البشرية يساعد أيضا في إدارة ثمار الخليقة بحسب العدالة، عبر وضعها بتصرف جميع الأجيال. وفي ضوء هذه المبادئ، تمنى البابا أن تقوم الوفود المشاركة في المؤتمر بالتزامات جديدة وتسعى لتطبيقها بعزم كبير، مؤكدا استعداد الكنيسة الكاثوليكية المشاركة في هذ الجهد.

ـ هذا وكان الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو قد افتتح الثلاثاء مؤتمر "الفاو" ووجه كلمة قال فيها: "يعي الجميع خطورة الأزمة الغذائية وعواقبها بالنسبة للبلدان الفقيرة وينبغي التدخل في إطار الأمم المتحدة من أجل تخطي هذه الأزمة" فيما اعتبر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الدكتور جاك ضيوف أن لمشكلة انعدام الأمن الغذائي طبيعة سياسية، مشددا على ضرورة اتخاذ قرارات شجاعة لتجنيب العالم وضعا خطيرا. أما الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون فشدد على ضرورة ألا تؤدي السياسات الغذائية إلى الفقر، وذكّر بأهمية زيادة الانتاج الغذائي بنسبة خمسين بالمائة بحلول العام 2030.