2008-05-24 16:48:28

البابا يستقبل وفدين من مقدونيا وبلغاريا احتفالا بعيد القديسين كيرللس وميتوديوس


استقبل البابا صباح السبت في الفاتيكان ـ واحتفالا بعيد القديسين الأخوين كيرللس وميتوديوس ـ وفدين من جمهوريتي مقدونيا وبلغاريا، يضمان مسؤولين حكوميين وممثلين عن الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية.

تمنى الأب الأقدس ـ وفي كلمته للوفد المقدوني ـ أن تواصل بلادهم التقدم على دروب الوئام والأخوّة جاهدة دوما في اتباع مثال القديسين الأخوين من تسالونيكي اللذين نشرا في أوروبا بذور الإيمان المسيحي مُنعِش قيم وأعمال لخدمة خير الإنسان وكرامته. كما وأشار البابا إلى أن تعليم القديسين كيرللس وميتوديوس يبقى آنيا ويشكل مصدر وحي لجميع الراغبين في خدمة الإنجيل وللمسؤولين أيضًا عن خير الأمم.

وأضاف الحبر الأعظم في كلمته للوفد المقدوني أن الأخوين القديسين شفيعي أوروبا ـ وبنشاطهما الإرسالي المتواصل وغيرتهما الرسولية التي لم تعرف التعب ـ أصحبا "جسرا" يربط الشرق بالغرب. كما وذكّر البابا بما جاء في رسالته العامة "بالرجاء نلنا الخلاص" وقال: من لا يعرف الله ـ وإن تعددت رجاءاته ـ يبقى بلا رجاء، بلا الرجاء الكبير الذي يؤازر الحياة كلها، وهو الله.

وأضاف الأب الأقدس يقول إن هذا الرجاء يمسي حقيقة ملموسة حينما يقتدي بيسوعَ الأشخاصُ ذوو الإرادة الحسنة في كل بقعة من العالم ـ وعلى غرار الأخوين كيرللس وميتوديوس ـ ويقومون عبر الأمانة لتعليمه، وبلا هوادة، في وضع الأسس الودية للتعايش بين الشعوب، في احترام حقوق كل شخص والبحث عن خير الجميع.

وختم البابا كلمته للوفد المقدوني شاكرا إياه على زيارته التي تدخل في إطار مسيرة حج سنوية لروما وقال: إنه فِعْل إكرام للقديسين كيرللس وميتوديوس وعلامة بالغة لروابط الصداقة التي تمييز العلاقات بين أمتكم والكنيسة الكاثوليكية. وتمنى الأب الأقدس أن تتقوى هذه الروابط على الدوام من أجل تعزيز تعاون مثمر لخير البلاد كلها.

وفي كلمته إلى الوفد البلغاري، احتفالا بعيد القديسين كيرللس وميتوديوس المكرَّمين في الشرق والغرب، قال الأب الأقدس إن لهذا الاحتفال الليتورجي في بلغاريا، قيمة رمزية كبيرة، ويشكل في الآن معا حدثًا ثقافيا هاما. فتذكار الأخوين القديسين ينعش في المؤمنين الأرثوذكس والكاثوليك رغبة حارة في التعمق بالإرث المسيحي الغني الذي تعود أصوله إلى نشاط هذين المبشرين العظيمين. والدلالة على هذا الالتزام المشترك ـ أضاف البابا يقول ـ تشكيل وفدِكم الذي يترأسه نائب رئيس الوزراء ويضم ممثلين عن مختلف الكنائس والمؤسسات الثقافية الموجودة في بلغاريا.

وحث الأب الأقدس على مواصلة النظر ـ اليومَ أيضًا ـ إلى عمل البشارة الذي قام به القديسان كيرللس وميتوديوس، وقال إن الإنجيل يساعد إنسان كل زمن في الاعتراف بالخير الحقيقي وتحقيقه، مستنيرا من بهاء الحقيقة.

وأشار البابا إلى أن مهمة المسيحيين هي تعزيز الرباط القائم بين الإنجيل ورسالة تلاميذ المسيح وهويتهم الثقافية الخاصة، وأضاف أن إعادة اكتشاف الجذور المسيحية لهو أمر بالغ الأهمية للإسهام في بناء مجتمع تتواجد فيه القيم الروحية والثقافية النابعة من الإنجيل.

وهي قيم ومثل ـ قال الأب الأقدس ـ تتغذى من الاتحاد المتواصل بالله، كما تُظهر حياة القديسين كيرللس وميتوديوس ناسجَي علاقات التعارف المتبادَل والوئام بين شعوب متعددة وبين ثقافات وتقاليد كنسيّة مختلفة. وختم البابا كلمته للوفد البلغاري متمنيا أن يشكل اللقاء لجميع الحاضرين هنا اليوم وللسلطات الكنسية والمدنية دافعا متجددا لتعزيز علاقات أخوية متضامنة.








All the contents on this site are copyrighted ©.