2008-05-23 15:22:30

البابا يترأس القداس الإلهي احتفالا بعيد جسد الرب ودمه


"الافخارستيا هي سر الله الذي لا يتركنا وحدنا في المسيرة إنما يقف لجانبنا ويرشدنا إلى الطريق": هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر في عيد جسد المسيح ودمه خلال قداس إلهي ترأسه مساء الخميس من على رتاج بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران، تلته مسيرة تطواف بالقربان المقدس إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما. وتطرق الحبر الأعظم في عظته إلى ثلاث نقاط هي الاجتماع بحضرة الرب والسير معه والسجود له، وقال إن الاحتفال بعيد جسد الرب يذكّرنا بادئ ذي بدء بأمر هام: فأنْ نكون مسيحيين يعني أن نتجمّع من كل مكان لنكون في حضرة الرب الوحيد ونصبح فيه واحدا.

وتابع البابا أن السير مع الرب، الطريق والحياة، يبان في مسيرة التطواف بالقربان المقدس التي ستلي القداس وتُعلِّمنا بأن الافخارستيا تريد تحريرنا من كل وهن وقنوط ويأس ومساعدتَنا على النهوض مجددا لنستأنف السير بالقوة التي يمنحنا إياها الله بواسطة يسوع المسيح. وأشار الحبر الأعظم إلى إن كل واحد قادر على إيجاد طريقه الخاص إذا التقى بالذي هو الكلمة وخبز الحياة، وترك حضورَه الودي يرشده في حياته. فالله قد خلقنا أحرارا ولكنه لم يتركنا وحدنا، إذ جعل ذاته "طريقا"، وجاء ليسير معنا كيما تتمكن حريتنا أيضا من تمييز الطريق القويم والسير عليه.

وأضاف الأب الأقدس أن السجود ليسوع المسيح هو الدواء الأنجع والجذري ضد العبادات الوثنية في الأمس واليوم. ونحن المسيحيين، نسجد أمام القربان المقدس لأننا نؤمن بأن الله حاضر فيه، الله الحق الذي خلق العالم وبلغَ من حبِّه للعالم أنه جاد بابنه الواحد. وقال البابا إننا ننسجد أمام الله الذي حنا أولا على الإنسان كسامريٍ صالح، لإغاثته وإعطائه الحياة، وانحنى أمامنا ليغسل أرجلنا. إن السجود صلاة تتغذى فيها النفس ـ وباستمرار ـ من المحبة والحقيقة والسلام والرجاء، لأن الذي نسجد له يحررنا ويبدلنا. وفي ختام عظته احتفالا بعيد جسد الرب ودمه منح الأب الأقدس الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.