2008-05-22 15:09:12

خميس جسد ودم المسيح: محطة روحية حول كلمة الحياة


قال يسوع: "أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء. من يأكل من هذا الخبز يحي للأبد. والخبز الذي سأعطيه أنا هو جسدي أبذله ليحيا العالم". فخاصم اليهود بعضهم بعضا وقالوا: "كيف يستطيع هذا أن يعطينا جسده لنأكله؟" فقال لهم يسوع: "الحق الحق أقول لكم: من أكل جسدي وشرب دمي، فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي طعام حق ودمي شراب حق. من أكل جسدي وشرب دمي تبتَ فيّ وثبتّ فيه. وكما أن الآب الحي أرسلني وأني أحيا بالآب فكذلك الذي يأكلني سيحيا بي. هوذا الخبز النازل من السماء غيرُ الذي أكله آباؤكم ثم ماتوا. من يأكل هذا الخبز يحي للأبد". (يوحنا 6/ 51-58)

 

قراءة من القديس كيرلّس الأورشليمي (+386)

 

بما أن المسيح أعلن بخصوص الخبز قائلا:" هذا هو جسدي"، فمن ذا الذي يتجاسر ويشكّ في هذا السر؟ وبما أنه أكد قائلا:" هذا هو دمي"، فمن الذي يتردد في الإذعان إنه ليس دمه؟

نحن بكل اقتناع نشترك في جسد المسيح ودمه، فإنه تحت شكل الخبز هو جسدُه الذي يعطى لك وتحت شكل الخمر دمُه، لكي تصير باشتراكك في جسد المسيح ودمه عضوا في الجسد الواحد والدم الواحد، وبذلك نصير حَمَلَةَ المسيح ما دام جسده ودمه يتسربان إلى أعضائنا، وبذلك "نصير شركاء في الطبيعة الإلهية" كما قال الرسول بطرس.

عندما تناقش المسيح مع اليهود كان يقول لهم: "إذا لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فلن تكون فيكم الحياة". ولكنهم لم يفهموا هذه الكلمات بمعناها الروحي، فشكوا وارتدّوا إلى الوراء متصورين أن المسيح يريد أن يحملهم على عمل من أعمال أكلة اللحوم البشرية.

لا تعتبر هذا الخبز وهذا الخمر موادّ عادية، إنهما جسد المسيح ودمه حسبما أعلنه هو بنفسه. ولو دفعتك حواسك على التفكير بأنهما أمور عادية، فليعْطِكَ الإيمان اليقينَ المطلق على أنهما جسد المسيح ودمه. فلا تحكم على حقيقتهما بمجرد الذوق، ولكن ليحملْكَ إيمانك على اليقين الكامل بأنهما جسد ودم المسيح. (عن شرح القداس)








All the contents on this site are copyrighted ©.