2008-05-21 14:59:38

البابا في مقابلته العامة يتحدث عن القديس رومانوس المرنّم ويبارك لوحة تمثل الأب يعقوب الكبوشي الذي سيطوّب في حزيران يونيو القادم في لبنان


تطرق البابا بندكتس الـ16 خلال مقابلته العامة مع المؤمنين والحجاج في قاعة بولس السادس بالفاتيكان إلى علم من أعلام الكنيسة الإنطاكية وأحد آباء الكنيسة اللامعين وهو القديس رومانوس المرنّم وتحدث عن دور الموسيقى والفن في إحياء الإيمان وترسيخه في قلوب المسيحيين.

سطر البابا حياة رومانوس المرنم الذي ولد في نواحي حمص بسوريا نحو عام 490 وانتقل لتحصيل العلوم العالية في مدارس بيروت الشهيرة وأصبح فيما بعد شماسا دائما. استقر في القسطنطينية وقطن ديرا بالقرب من كنيسة العذراء أم الله التي منها نال نعمة وموهبة الشعر المقدس، فغدا أحد أبرز مؤلفي الأناشيد في الشرق كله. وقال البابا إن رومانوس، الذي واظب على الترنيم والوعظ في جماعته الديرية حتى مماته، قد حمل لقب "بينداروس المسيحي" لأنه عرف كيفية الاحتفال بأسرار الإيمان في شعره وألحانه.

ولفت الحبر الأعظم إلى أن رومانوس المرنم وعبر الألحان والأناشيد الليتورجية التي كتبها باللغة اليونانية والتي تتراوح بين قراءة وتلاوة النصوص البيبلية والعظات، ترك للثقافة المسيحية إرثا كبيرا وشهادة دقيقة لما كانت عليه الطقوس الليتورجية ولجماليتها المقدسة في ذلك الزمان. وقال البابا: "الإيمان محبة لذا يخلق شعرا وموسيقى؛ الإيمان فرح، فلهذا يخلق الجمال"، وأضاف أن الثقافة المسيحية ولدت من الإيمان، من القلب.

وأضاء البابا في مقابلته على حرص رومانوس المرنم الشديد في تعاليمه وأناشيده كي يفهم المؤمنون مخطط الله الخلاصي بالمسيح مسطرا أهمية العلاقة بين الخلق والفداء؛ لذلك اعتمد نموذج التخاطب بكثافة وظهّر لاهوتا غنيا بالروح القدس. وشدد الأب الأقدس على أن تعاليم رومانوس المرنم الأدبية ركزت بالدرجة الأولى على شريعة ووصية المحبة من دون أن تغفل القيمة الكبرى للتوبة والصيام. 

تجدر الإشارة إلى أن البابا قد بارك، اليوم الأربعاء خلال المقابلة العامة، بحضور الرئيسة العامة لراهبات الصليب الفرنسيسكانيات، لوحة زيتية تمثل الأب يعقوب الكبوشي الذي سيطوّب في حزيران يونيو القادم بالفاتيكان، وقد رسمتها الفنانة الروسية ناتاليا تساركوفا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.