2008-05-19 12:50:36

أحد الثالوث الأقدس: محطة روحية عند كلمة الحياة


قال يسوع: "فإن الله أحب العالم حتى أنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، فإن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم. من آمن به لا يدان ومن لم يؤمن  به فقد دين منذ الآن لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. (يوحنا 3/16-18)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النزينزي (+389)

صلاة للثالوث الأقدس

 

أيها الآب الملك الأعظم، هبني أن أمدحك، أن أشيد بحمدك، يا سيدي وربي، يا من تتغنى بك النشائد والمدائح، وأجواق الملائك، والدهور الأبدية، ونور الشمس، وضوء القمر، وجمال الكواكب الباهر. بك حظي الإنسان، هذا المخلوق الجليل، أن يعرف لاهوتك، لأنه حي مزيَّن بالعقل. قد خلقتَ كل الأشياء وحددتَ لكل منها محلها، وأنت تديرها جميعها بعنايتك. قلتَ كلمة فكانت. كلمتك هو الإله الابن، لأنه مشارك لأبيه في الجوهر ومساوٍ له في العظمة، وقد رتّب كل الأشياء ليكون ملكا عليها. والروح القدس، وهو الله يغشّي كل الأشياء ويحفظها بسهره عليها.

أريد أن أعلن أنك ثالوث حيّ، واحد، وملك أوحد، طبيعة ثابتة لم تكن لها بداية. جوهر لا يوصف، وعقل لا تدرك حكمته، وقوة ثابتة في السماوات لا بداية لها ولا نهاية، نور لا يستطيع أحد رؤيته ولكنه يرى كل شيء، ولا يجهل شيئا مما في أعماق الأرض وأعماق الجحيم. رحماكَ أيها الآب، أعطني أن أخدم في كل شيء جلالك، ألقِ خطاياي بعيدا، وطهّر ضميري من كل فكر رديء، حتى أمجدَ اللاهوت وأنا رافع يدين نقيتين، وأبارك المسيح وأسأله جاثيا أن يقبلني كخادم عندما يأتي كملك. عطفك أيها الآب، لعلي أجدُ رحمة ونعمة، لأن لله المجد والحمد إلى الأبد. أمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.