2008-05-18 15:48:47

زيارة البابا بندكتس السادس عشر الرعوية لمدينتي سافونا وجنوى الإيطاليتين


البابا يحتفل بالقداس الإلهي في ساحة الشعب بسافونا

ـ بدأ البابا بندكتس السادس عشر عصر أمس السبت زيارة رعوية لمدينتي سافونا وجنوى الإيطاليتين. ففور وصوله إلى سافونا توجه الحبر الأعظم إلى مزار سيدة الرحمة، ثم انتقل إلى ساحة الشعب في وسط المدينة التاريخي، حيث احتفل بالقداس الإلهي، وألقى عظة قال فيها إن العذراء مريم وخلال ظهورها على أحد أبناء المدينة في العام 1536 قالت عن نفسها إنها سيدة الرحمة، والرحمة هي مرادف للمحبة والنعمة، وهي جوهر الديانة المسيحية، لأن الله محبة ورحمة ونعمة وغفران. وأشار البابا إلى إن العذراء مريم تدعو أبناءها دوماً للعودة إلى أحضان الله، وتحثهم على طرق باب قلبه الرحوم بثقة. بعدها حث الحبر الأعظم المؤمنين على وضع ثقتهم في "أدوات النعمة" التي يضعها الرب في تصرفنا في الأوقات الصعبة وفي كل الظروف، ومن بين هذه "الأدوات" الصلاة الفردية والجماعية. ولهذا السبب ـ قال الأب الأقدس ـ أشجع كل عائة على تحويل مسكنها إلى كنيسة منزلية يربى فيها الأطفال على الإيمان. هذا ثم تحدث البابا عن أهمية الاحتفال الإفخارستي، داعياً الجماعات المسيحية إلى المشاركة كل أحد في القداس الإلهي، للإصغاء إلى كلمة الله وتناول القربان الأقدس. بعد الاحتفال بالذبيحة الإلهية قام الحبر الأعظم بزيارة لدار الأسقفية في سافونا وتفقد الغرف التي سكنها البابا بيوس السابع.

 

البابا يزور مستشفى جانينا كازليني للأطفال في جنوى

ـ صباح الأحد وبعد زيارته معبد سيدة الحراسة في جنوى توجه بندكتس السادس عشر إلى مستشفى الأطفال "جانينا كازْليني" حيث التقى المسؤولين عن المستشفى، الجسم الطبي، العاملين الصحيين، المرضى وذويهم. ووجه كلمة للحاضرين قال فيها إن هذا المستشفى الذي شاءه السيناتور جيرولامو كازليني ودُشن لسبعين سنة خلت، يشكل جزءاً من تاريخ جنوى وشاهداً على أعمال المحبة التي تميزت بها هذه المدينة الإيطالية. ثم توجه الحبر الأعظم إلى الأطباء والعاملين الصحيين مسطراً ضرورة أن يرافق الخدمات الطبية شعور بالعطف والمحبة حيال المرضى المتألمين، مشيراً إلى أن يسوع أحب الصغار وشاء أن تكون براءتهم مثالاً يقتدي به البالغون. وبعد أن أكد للصغار قربه منهم ومحبته الكبيرة لهم، ذكّر البابا الحاضرين بأن رجاء البشرية الوحيد ـ وعلى الرغم من التطور العلمي والتكنولوجي ـ يبقى الله الذي وبواسطة يسوع المسيح صار إنساناً لينقذ البشر من الخطيئة والموت. ثم أوكل البابا الجميع إلى حماية العذراء مريم التي تألمت مع ابنها المصلوب، وها هي اليوم تعيش معه في المجد.

 

البابا يلتقي شبيبة جنوى في ساحة ماتيتوي

ـ بعدها توجه البابا إلى ساحة ماتيوتي بوسط جنوى حيث كان له لقاء مع شبيبة المدينة. وفي كلمته دعا الحبر الأعظم الجميع إلى اتخاذ الخيارات الصائبة لمستقبلهم، وقال إن من يختار الله ويضع رجاءه بيسوع المسيح القائم من بين الأموات لا يخاف من المستقبل. يجب أن يكون الله أول خيار نتخذه في حياتنا. وفي ضوء هذا الخيار تتضح أمامنا الطريق الواجب سلوكها. وأكد البابا للشبيبة أن يسوع المسيح هو الصديق الأمين الذي لا يخيب أحداً، إنه الصديق الوفي الذي ضحى بنفسه على الصليب من أجل أصدقائه وأحبائه. وقبل الدخول في علاقة صداقة مع يسوع المسيح، يجب أن نتعرف عليه أولاً، من خلال الكتاب المقدس والأناجيل التي يخاطبنا يسوع بها، وينبغي أن ندخل في حوار جماعي مع المسيح، أي داخل الكنيسة حيث المسيح حاضر دائماً أبدا. ونقيم علاقة شخصية مع يسوع بواسطة تناول القربان المقدس، وسر المصالحة مع الله. هذا وحث بندكتس السادس عشر شبيبة جنوى على إعلان يسوع على العالم أجمع، لأن المسيح هو وحده رجاء العالم، مشيراً إلى أن التعايش بين البشر يصبح صعباً عندما يبتعد الإنسان عن الله، مصدر وجوده.

 

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

ـ في ختام كلمته وقبل أن يتلو والحاضرين في ساحة ماتيوتي صلاة التبشير الملائكي، تحدث البابا عن زيارته مزار سيدة الحراسة "مادونا ديلا غوارديا" في جنوى والذي أمّه مرات عديدة السعيد الذكر البابا بندكتس الخامس عشر وشاء أن يوضع تمثال للعذراء سيدة الحراسة في الحدائق الفاتيكانية. وقال الحبر الأعظم إنه شاء أن يبدأ زيارته الرعوية لجنوى بزيارة هذا المزار، كما فعل أيضاً السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني. بعدها سأل البابا العذراء مريم سيدة الحراسة أن تسهر على أبرشية جنوى، رعاتها ومؤمنيها، وأن تلف بعطفها الوالدي المرضى والمتألمين، وأن تساعدنا على مواجهة تحديات زمننا الحاضر كيما يتكلل بالنجاح كل جهد يرمي إلى تحقيق الخير العام. ورفع البابا الشكر لله على الإيمان الصلب الذي تميّز به العديد من أبناء جنوى وإقليم ليغوريا، سائلاً العذراء مريم نجمة الرجاء أن تقود "سفينة" الأجيال الناشئة كيما تسير دوماً في الاتجاه الصحيح في بحر الحياة الهائج. وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي تحدث البابا عن المؤتمر المزمع عقده غداً في دبلين لإرساء أسس معاهدة دولية تحظر استخدام الذخائر العنقودية، معرباً عن أمله بأن تُثمر هذه المحادثات، لتتمكن البشرية من التعويض عن أخطاء الماضي والحيلولة دون تكرارها في المستقبل، مشيراً إلى أنه يرفع الصلاة من أجل المشاركين في المؤتمر، وضحايا هذه الذخائر وذويهم.

 

البابا يلتقي الكهنة، الرهبان والراهبات في كاتدرائية جنوى

ـ بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي غادر البابا ساحة ماتّيوتي متوجها إلى كاتدرائية سان لورينسو بجنوى حيث التقى مجمع كهنتها والرهبان والراهبات. وجه البابا للحاضرين كلمة تذكر فيها عدداً من القديسين والطوباوين الذين قدمتهم للكنيسة الجامعة هذه المدينة الإيطالية العريقة. وحث بندكتس السادس عشر رعاة الكنيسة على الاقتداء بمثل القديس بولس الرسول الذي تعرف على يسوع، وكرس حياته بالكامل لخدمة الإنجيل، وبقي أميناً للمسيح لغاية التضحية بالذات. ثم دعا الكهنة والرهبان والراهبات للمثابرة على الصلاة والنمو في القداسة أكان على الصعيد الفردي أم الجماعي، مشيداً بالخدمات القيمة التي تقدمها الكنيسة للمجتمع لاسيما الفقراء، المرضى، الأطفال والعائلات المعوزة. وطلب إلى رعاة الكنيسة السهر على تنشئة الأجيال الفتية، مشيراً إلى ضرورة مواجهة التحديات الكثيرة على الصعيد التربوي، لأن التربية الأصيلة وحدها تمكن الإنسان من النمو والتقدم. هذا ثم منح البابا الحاضرين بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.