2008-05-14 15:33:43

البابا يوجه نداء لمساعدة منكوبي زلزال سيشوان بالصين ويتحدث عن ديونيسيوس الأريوباجي


كانت الصين وسكانها المنكوبون جراء الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم سيشوان في 12 من الجاري محور نداء البابا بندكتس الـ16 الذي أطلقه اليوم الأربعاء أثناء مقابلته العامة مع المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، إذ أعرب عن ألمه وحزنه لسقوط ضحايا عديدة وتشريد الكثير من السكان ناهيك عن الأضرار المادية. كما دعا للصلاة لأجل راحة نفوس من قضوا في الكارثة الطبيعية وعلى نية الناجين منها سائلا الله أن يعين عمال الإنقاذ والمتطوعين الإنسانيين على تخطي العراقيل.

وتحدث بندكتس الـ16 عن ديونيسوسيوس الأريوباجي، أحد آباء الكنيسة، وهو مؤلِف مسيحي منحول كتبَ من سوريا في بداية القرن السادس "الأسماء الإلهية" و"اللاهوت التصوفي" اللذين انتشرا بسرعة في بلاد اليونان وقد لقيت كتاباته رواجا واسعا في أوروبا أواخر القرون الوسطى.

أشار البابا في حديثه عن ديونيسيوس المنحول إلى أن العقل غير قادر من تلقاء ذاته على معرفة الله إنما يحتاج إلى الإيمان والمحبة كي يستنير ويشعر أنه في تناغم كوني لتسبيح وتمجيد الخالق. فاللاهوتي الحقيقي يسعى أولا إلى جمع الأسماء التي يعطيها الكتاب المقدس لله، والمعرفة الرمزية تمهد الطريق إلى لقاء وحوار مع الله.

يُعتبر ديونيسيوس رائدا في صنع اللقاء بين الفكر الإغريقي والدين المسيحي ومناهضا لتيار من أرادوا تحويل فكر أفلاطون إلى "ديانة فلسفية". فاللاهوتي بالنسبة إليه هو من يعمل على تنقية ذاته عبر التأمل والاختبار كي يتمكن من استيعاب تنوير يدفعه إلى الالتزام في درب الكمال الذي يقوده في نهاية المطاف إلى التأليه.

ويشدد ديونيسيوس في كتاباته، تابع البابا، على أن اللاهوت يقتضي استعدادا داخليا يرفض احتجاز الله ضمن لاهوت تجريدي يقوقع الله على مستوى الفكر الإنساني: إنه سلوك وجودي يحرك الكيان كله ويفترض تجددا داخليا. وأشار الأب الأقدس إلى أن جوهر تعليم وكتابات ديونيسيوس الأريوباجي يرتكز إلى حرصه الشديد على إدخال الإيمان الصحيح إلى العالم وعلى إقامة حوار صريح مع الثقافات والأديان، لتظهير القيم الحقيقية والسليمة من دون المساس بالهوية المسيحية أو الانتقاص منها.

ولا يزال تعليمه واقعيا في أيامنا الراهنة، قال البابا، لأن الحوار يعني القرب من المسيح ومن الله، واختبار الحقيقة يفتح عيوننا على النور ولقاء الآخرين، في إشارة إلى القديس فرنسيس الأسيزي الذي سار على درب الاختبار المتواضع حين يصير القلب كبيرا وقادرا على تنوير العقل.








All the contents on this site are copyrighted ©.