2008-05-11 16:54:37

عيد العنصرة المجيدة: محطة روحية حول كلمة الحياة


وفي مساء ذلك اليوم، كان التلاميذ في دار أغلقت أبوابها خوفا من اليهود، فجاء يسوع وقام بينهم وقال لهم: "السلام عليكم!" قال ذلك وأراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الرب. فقال لهم ثانية: "السلام عليكم! كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضا". قال هذا ونفخ فيهم وقال لهم: "خذوا الروح القدس. من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم، ومن أمسكتم عليهم الغفران يمسك عليهم". (يوحنا 20/ 19-23)

 

قراءة من مار يعقوب السروجي (+521)

العلّية، ربّة الكنوز

 

أيتها العلّية، إن قصتك لأعظم من قصة بابل، لأنها فيك تقسّمت جميع الألسنة بغير كتاب. كالمدرسة جعلكِ الروح لبني النور، وفيكِ تعلموا كلام الأمم وألسنتهم.

منكِ خرج لفيف الإخوة مدججين بالسلاح، من العلّية خرجوا ليجمعوا العلم كله. فيكِ رنّم الروح القدس بأصوات جديدة، بجميع الألسنة التي تقسّمت فيّاضة.

صرتِ للرسل مختزَن سلاح، منكِ لبسوا قوة الروح ليروّضوا الوحوش. بكِ استنارت المسكونة كلها وقد كانت مظلمة، لأن الرسل قد ملأوا الأرض مثل أشعة النور.

أنتِ، أيتها العلّية، صرتِ للأمم ربّة الكنوز، واغتنت بك جميع الأمكنة المحتاجة. فيكِ توزّع غنى الآب على العالم كله، ومنكِ جميع المعوزين قضوا حاجاتهم.

بكِ تمّ وعد المعمودية، لأن جميع التلاميذ فيكِ اعتمدوا بالروح القدس والنار. أدعوكِ بابل، إلاّ أن ما حدث فيكِ لم يكن بلبالا، غلبتِ بابلَ برنيم المحبة من كل لسان.

نهر الأردنّ لا يماثِل معموديتكِ، لأن معموديتكِ نارٌ ومعموديته ماء. فماذا أسمّيك؟ قيل: إن يوحنا عمّد بالماء، أما أنتم فتعمِّدون حقا بالروح القدس. لقد تمّ بكِ وعد المعمودية هذا، لأن النار والروح وُهِبا بكِ لبني النور.








All the contents on this site are copyrighted ©.