2008-05-10 14:55:55

البابا يستقبل أساقفة المجر في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت في الفاتيكان أساقفة المجر في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، يتقدمهم رئيس مجلس الأساقفة الكردينال بيتر إردو. وجه الحبر الأعظم كلمة قال فيها إن الفترة الطويلة لحُكم النظام الشيوعي قد طبعت بعمق حياة المجريين الذين يلاحظون تبعاتها حتى يومنا هذا، لاسيما صعوبة الثقة بالآخَرين، وأشار إلى أن الكنيسة مدعوة إلى تعزيز الثقة المتبادَلة وتنمية الرجاء.

وتحدث البابا عن انتشار العلمنة وتأثيرها على العائلة بالدرجة الأولى التي تواجه أزمة خطيرة في المجر، وأشار إلى انخفاض الزيجات وارتفاع حالات الطلاق وأعداد ما يُسمى "باتحادات الأمر الواقع"، وذكّر بانتقاد الأساقفة الإعتراف باتحادات مثليي الجنس، لكونه لا يتعارض وتعليم الكنيسة وحسب، إنما أيضًا مع الدستور المجري، وقال بندكتس السادس عشر إن هذا الوضع أدى إلى انخفاض الولادات، مشيرًا في الآن معا إلى مأساة انتشار ممارسة الإجهاض، ومؤكدا أن أزمة العائلة تشكل تحديا كبيرًا بالنسبة للكنيسة.

وأثنى الأب الأقدس في كلمته لأساقفة المجر على المبادرات العديدة التي تطلقها الكنيسة ـ وبالرغم من وسائلها المحدودة ـ لإنعاش عالم الشباب، ورحب بدعمها المدرسة الكاثوليكية وجامعة بودابيست الكاثوليكية، متمنيا أن تحفاظ دوما على هويتها الأصلية. وشجع البابا على مواصلة الجهود المبذولة لتعزيز العمل الراعوي في المدارس والجامعات ولأنجلة الثقافة، مشيرًا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية في المجر حققت أيضا تقدما ملحوظا في مجال وسائل الاتصالات الاجتماعية.

وتحدث الأب الأقدس عن المبادرات المتعددة لإبقاء شعلة الإيمان حية وسط المؤمنين، ومن بينها زيارات الحج ومظاهر إكرام القديسين لاسيما القديسة إليزابيت والقديسيْن إيميريكو واسطفانوس، وحث أساقفةَ المجر على الحفاظ على ذكرى أبطال شهود الإيمان في القرن العشرين كيما تشكل الآلام التي عانوها بروح مسيحي دافعًا لشجاعة المؤمنين وأمانتهم، ولجميع الملتزمين لصالح الحقيقة والعدالة.

وعبّر البابا عن قلقه إزاء انخفاض عدد الكهنة، وهي مشكلة موجودة في عدة بلدان أوروبية، وشدد على أهمية أن يغذي الكهنة حياتهم الروحية بطريقة ملائمة كيلا يضيعوا مركز حياتهم وخدمتهم ـ على الرغم من المصاعب والعمل الملح ـ ويتمكنوا بالتالي من التمييز بين الأساسي والثانوي، محددين الأولويات الصحيحة في العمل اليومي.

كما وتحدث الأب الأقدس عن ضرورة تشجيع علاقات إيجابية بين الكهنة والمؤمنين، وفقا للقرار المجمعي في حياة الكهنة ورسالتهم، وأهمية تعزيز العلاقات بين الإكليروس والرهبان، متمنيا في الآن الواحد أن تتسم العلاقات مع السلطات الرسمية بالتعاون المحترَم.

وختم بندكتس السادس عشر كلمته لأساقفة المجر معبرا عن سروره بتعزيز اتصالاتهم مع المجالس الأسقفية في الدول المتاخمة، لاسيما مجلسي أساقفة سلوفاكيا ورومانيا حيث توجد أقلية مجرية، وعبّر أيضا عن دعمه المبادرة الراعوية "سنة الكتاب المقدس" التي أطلقها أساقفة المجر في العام 2008 تناغمًا مع الجمعية العامة العادية المقبلة لسينودس الأساقفة.








All the contents on this site are copyrighted ©.