2008-05-01 14:39:44

خميس الصعود: محطة روحية عند كلمة الحياة


وأما التلاميذ الأحد عشر، فذهبوا إلى الجليل، إلى الجبل الذي أمرهم يسوع أن يذهبوا إليه. فلما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم ارتابوا. فدنا يسوع وكلّمهم قال: "إني أوليتُ كل سلطان في السماء والأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أم يحفظوا كل ما أوصيتكم به، وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم". (متى 28/16-20)

 

قراءة من القديس أغسطينس (+430)

الإيمان الذي يخلص

 

سمعتم قراءة الإنجيل المقدس عن قيامة المسيح، فإلى هذه القيامة يرتكز إيماننا. لقد آمن بآلام المسيح الوثنيون والكفرة واليهود، وآمن المسيحيون وحدهم بقيامته. تذكرنا آلام المسيح بشقاء هذه الحياة، وتبشرنا قيامته ببهجة الحياة العتيدة. لنبذلنّ جهودنا للحياة الحاضرة ورجاءنا للمستقبلَة. فاليوم هو أوان العمل، وغدا أوان الثواب. وهل يتجاسر من ينفر من العمل على أن يطالب بالأجرة؟ ما زال في مسامعكم كلام المسيح لتلاميذه بعد القيامة. أرسلهم ليبشروا بالإنجيل ففعلوا، وقد أذيعت البشارة وبلغت حتى إلينا. أجل، "لقد ذاع صوتهم في كل الأرض وكلامهم في أقاصي المعمورة" (مزمور 18/5)، وبلغ إلينا خطوة خطوة وحتى أقاصي الأرض. لقد بيّن لنا المسيح نهجنا الخاص ورجاءنا ببضع كلمات قالها لتلاميذه: "من يؤمن ويعتمد يخلص"، فهو يطالبنا بالإيمان ويقدم لنا الخلاص؛ فليس ما يطلبه شيئا بالنظر إلى هذا الوعد المدهش. (العظة 233)

 

صلاة

 

ارفع، أيها المسيح إلهنا، في ذكرى صعودك هذه إلى السماء، كل أفكارنا وأشواقنا، فلا تلهينا عنك مشاغل الحياة، ولا تحجبَك عنا أباطيلها الزائلة، ولا توقفَ سيرنا إليك عقباتها، ولا يحولَ دون اتّباعك حائلٌ منها، حتى نبلغَ إلى حيث أنت، فنسبحَك إلى الأبد. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.