2008-04-08 16:57:44

رسالة البابا بندكتس السادس عشر إلى الشعب الأمريكي قبيل زيارته الرسولية


وجه البابا بندكتس السادس عشر اليوم الثلاثاء رسالة إلى الشعب الأمريكي لمناسبة زيارته الرسولية إلى الولايات المتحدة من الخامس عشر وحتى العشرين من نيسان أبريل الجاري. تم تقديم الرسالة خلال مؤتمر صحافي في مقر دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي.

قال الأب الأقدس: إن أياما قليلة تفصلنا عن زيارتي الرسولية إلى بلدكم الحبيب، وأرغب بتوجيه تحية قلبية ودعوة للصلاة قبل زيارتي التي ستشمل مدينتين فقط هما واشنطن ونيويورك، ولكنها تريد أن تعانق روحيا جميع الكاثوليك المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية. وأتمنى في الآن معا، أن يُنظر إلى زيارتي بينكم كتعبير أخوي نحو كل جماعة كنسية، وكشهادة صداقة نحو جميع المؤمنين، والرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة. لقد أوكل الرب القائم من الموت إلى تلاميذه والكنيسة إنجيله، إنجيل المحبة والسلام، وأوكله كيما يُنقل لجميع الشعوب.

وأضاف البابا شاكرًا جميع الأشخاص الذين بدأوا إعداد زيارته الرسولية منذ فترة طويلة، أكان في المجال الكنسي أم المدني، وقال إن فكره يتجه أولا إلى الذين يرفعون الصلاة من أجل زيارته الرسولية، وتابع: إن الله مخلصنا ومخلص العالم والتاريخ، وهو راعي شعبه، وإنني آت مرسلا من يسوع المسيح، لنقل كلمة الحياة. وانتقل بندكتس السادس عشر من ثم ليتحدث عن شعار زيارته الرسولية إلى الولايات المتحدة "المسيح رجاؤنا" وقد اختاره مع الأساقفة الأمريكيين، وقال: على خطى سلفَي بولس السادس ويوحنا بولس الثاني سأزور الولايات المتحدة الأمريكية ـ ولأول مرة ـ كحبر أعظم، حاملاً معي هذه الحقيقة الكبرى: إن يسوع المسيح هو الرجاء للرجال والنساء من كل لغة وعرق وثقافة ووضع اجتماعي. نعم، إن المسيح هو وجه الله الذي ظهر بيننا. وبفضله تجد حياتنا كمالها، ومعا، نستطيع تكوين عائلة أشخاص وشعوب، يعيشون بأخوّة، وفقا لمخطط الله الآب.

وأضاف البابا: أُدركُ جيدا كم هذه الرسالة الإنجيلية متجذرة في بلادكم! وإنني آت لأتقاسمها معكم، في الاحتفالات واللقاءات. سأحمل رسالة الرجاء المسيحي حتى إلى الجمعية الكبرى للأمم المتحدة وإلى ممثلي شعوب العالم. إن العالم يحتاج إلى الرجاء أكثر من أي وقت مضى: رجاء السلام والعدالة والحرية، ولكنه لن يستيطع تحقيق هذا الرجاء من دون الطاعة لشريعة الله التي أتمها المسيح في هذه الوصية" فليحبَّ بعضُكم بعضا". وأضاف البابا: إفعلوا للناس ما أردتم أن يفعله الناس لكم، لا تفعلوا للآخرين ما لا تريدون أن يفعلوه بكم، وقال إن هذه "القاعدة الذهبية" توجد في الكتاب المقدس، ولكنها تصلح للجميع، حتى لغير المؤمنين. إنها الشريعة المكتوبة في الضمير البشري، وحولها نستطيع أن نلتقي جميعا، فيكون التباين إيجابيا وبنّاء للمجتمع البشري بأسره.

ووجه الأب الأقدس تحية إلى الكاثوليك الناطقين بالإسبانية، وعبّرَ عن قربه الروحي منهم، لاسيما الشباب والمرضى والمسنين والذين يعانون أوضاعا صعبة، وقال: أدعوكم لأن تصلوا بحرارة من أجل الثمار الراعوية لزيارتي الرسولية، وتحملوا عاليا شعلة الرجاء بالمسيح القائم. وختم البابا رسالته قائلا: إخوتي وأخواتي الأعزاء، اعلموا جيدا أنه وعلى الرغم من زيارتي القصيرة، سأكون قريبًا من الجميع، لاسيما المرضى والصغار والمتروكين. أشكركم مرة جديدة على مؤازرتكم الروحية لرسالتي وأكلكم إلى حماية الطوباوية مريم العذراء.








All the contents on this site are copyrighted ©.