2008-04-05 16:31:59

البابا يستقبل المشاركين في الجمعية العامة الـ18 للمجلس الحبري للعائلة: الحرص على تقييم الشيخوخة في ضوء حقيقة الإنسان والعائلة والجماعة


على أثر انتهاء أعمال الجمعية العامة الـ18 للمجلس الحبري للعائلة التي عقدت في الفاتيكان تحت عنوان: "شهادة الأجداد وحضورهم في العائلة"، استقبل البابا بندكتس السادس عشر جميع المشاركين في اللقاء ووجه إليهم كلمة شدد فيها على أهمية تقييم الأجداد والمسنين والشيخوخة في ضوء حقيقة الإنسان والعائلة والجماعة، لكونهم "أعطوا من ذاتهم وتفانوا وضحوا بنفسهم من أجلنا".

وذكر البابا بنداءات سلفه البابا يوحنا بولس الثاني إلى الكنيسة من أجل اعتبار الأجداد والمسنين عناصر فاعلة وحية على الصعيد الروحي والإنساني وهو الذي قال من ساحة القديس بطرس في يوبيل عام 2000: "على الرغم  من تقدمي في السن، لا أزال أتذوق الحياة والشكر لله".

وأشار بندكتس الـ16 إلى أن حضور الأجداد في العائلة والكنيسة والمجتمع فاعل في الماضي والحاضر وفي المستقبل إذا ما نظر إليه بعين ثاقبة وبصيرة، لأنهم شهود على تاريخ فردي وجماعي ويبقى ذكر حكمتهم حميدا ومؤبدا في القلوب والأذهان.

وفي غمرة النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي أجرى تعديلات جذرية في حياة الأسر، حذر الأب الأقدس من تهميش أولئك المسنين، وبينهم كثير من الأجداد، الذين يشعرون أنهم أصبحوا "مرآبا" أو عبئا على الأسرة ويفضلون العيش معزولين أو في بيوت للراحة.

وإزاء تنامي ثقافة الموت التي تطال المسنين وتطرح الموت الرحيم حلا لبعض أوضاع معقدة، شدد البابا على تقييم حريص للشيخوخة في ضوء حقيقة الإنسان والأسرة والجماعة وعلى ضرورة التعامل بحزم مع كل ما يسيء إلى أنسنة المجتمع. ودعا الجماعات الكنسية والرعوية لاتخاذ تدابير لازمة لصون كرامة المسنين والأجداد وتأمين حياة لائقة بهم.

وبالعودة إلى حضور الأجداد الحي والفاعل في الأسرة والكنيسة والمجتمع، سطر البابا أنهم سيظلون شهودا على الوحدة والقيم المبنية على الإخلاص والوفاء لحب وحيد يولد الإيمان وفرح الحياة. ونبه من أن ثمة أشكال جديدة من الأسرة كما النسبية المتفشية قد أفقرت تلك القيم المؤسِسة لنواة العائلة، وتبدو الحاجة ملحة لإصلاح المجتمع من الشرور المتعددة.

وإزاء أزمة الأسرة، تابع البابا، يجب بالحري الانطلاق من حضور وشهادة الأجداد، أولئك الذين يمتلكون صلابة القيم وسديد المشاريع، فلا يمكن التخطيط للمستقبل من دون الرجوع إلى الماضي مشحون باختبارات جليلة ونقاط ارتكاز روحي وأدبي. وختم قائلا إن الأجداد بحضورهم وشهادتهم المحبة والمخلصة للحياة يذكروننا بشخصيات الكتاب المقدس مثل إبراهيم وسارة، أليصابات وزكريا، يواكيم وحنة وأيضا سمعان الشيخ وحنة النبية.








All the contents on this site are copyrighted ©.