2008-03-22 15:19:24

البابا يقول إن الصليب مدرسة عدالة وسلام وإرث كوني للغفران والرحمة في ختام درب الصليب في ملعب الكولوسيوم بروما


عند التاسعة والربع من مساء الجمعة العظيمة، ترأس البابا بندكتس الـ16  في حلبة كولوسيوم في قلب روما التاريخي رتبة درب الصليب التي تقام سنويا في هذا المكان وحمل الصليب في المراحل الثلاث الأخيرة من الرتبة وألقى كلمة في المناسبة تركزت على صليب يسوع المسيح، مدرسة عدالة وسلام ومحبة وغفران ورحمة.

لفت البابا إلى أن يوم الجمعة المقدس، المجلّل بالحزن البشري والصمت الروحي، ينتهي بالتأمل والصلاة، وأن أنظارنا اليوم تتطلع إلى المسيح والتأمل بصليبه بعد أن شتتتها الانهماكات والمصالح الدنيوية الزائلة.  وسطر أن الصليب نبع حياة لا تفنى، مدرسة عدالة وسلام، وهو إرث كوني للغفران والرحمة، إنه الدليل الدائم على حب معطاء لا نهاية له، حدا بالآب ليصير بشرا سويا مثلنا حتى موته مصلوبا. وقال إن يسوع شرّع ذراعيه المسمرتين على الصليب لكل كائن بشري ودعاه للتقرب منه ومعانقته بحنو لا وصف له.

وشدد بندكتوس الـ16 على أن البشر الذين صالحهم المسيح وافتداهم بدمه في مسيرة الصليب الأليمة وعلى مدى العصور، أصبحوا أصدقاء لله، أبناء للآب السماوي. إن يسوع يدعو كل واحد منا صديقا لأنه صديق الكل الحقيقي. وعبر البابا عن أسفه لعدم إدراك البشر عمق هذا الحب اللامحدود الذي يظهره الله لخلائقه، فالله لا يفرق بين الأعراق والثقافات. إن المسيح مات لينقل البشرية جمعاء من مستنقع جهل الله، من دائرة العنف والانتقام ومن عبودية الخطيئة: إن الصليب يجعلنا إخوة.

وسطر الأب الأقدس جهل الكثيرين لله وعدم تمكنهم من التعرف إليه في المسيح المصلوب، مشيرا إلى إن كثيرين أيضا يبحثون عن حب وعن حرية تستبعدان الله، وآخرين كثر يعتقدون أنهم ليسوا بحاجة إليه. وقال: لندع يسوع المصلوب يسائلنا من على صليبه ويربك قناعاتنا البشرية، لنشرع له باب قلبنا ولا نخف! فإنه الحق الذي يصيرنا أحرارا في الحب.

وتابع البابا قائلا إن حقيقة الجمعة المقدسة هي أن الفادي بصلبه أعاد إلينا كرامتنا المسلوبة، وصيرنا أبناء بالتبني لله الذي صاغنا على صورته ومثاله. وختم بندكتس الـ16 كلمته بالتضرع: أيها المسيح، الملك المصلوب، هبنا المعرفة الحقة بك، الفرح الذي نصبو إليه والحب الذي يملأ قلبنا الظامئ إلى اللامتناهي.








All the contents on this site are copyrighted ©.