2008-03-21 10:31:08

محطة روحية حول خميس الأسرار


قبل عيد الفصح، كان يسوع يعلم بأن قد أتت ساعة انتقاله عن هذا العالم إلى أبيه، وكان قد أحب خاصته الذين في العالم، فبلغ به الحب لهم إلى أقصى حدوده. وفي أثناء العشاء، وقد ألقى إبليس في قلب يهوذا بن سمعان الإسخريوطي أن يسلمه، وكان يسوع بعلم أن الآب جعل في يديه كل شيء، وأنه جاء من لدن الله، وإلى الله يمضي، فقام عن العشاء فخلع ثيابه، وأخذ منديلا فائتزر به، ثم صب ماء في مَطهرة وأخذ يغسل أقدام التلاميذ، ويمسحها بالمنديل الذي ائتزر به. فجاء إلى سمعان بطرس فقال له: "أأنت، يا رب، تغسل قدميَّ؟" فأجابه يسوع: "ما أنا فاعل، أنت لا تعرفه الآن، ولكنك ستدركه بعد حين". قال له بطرس: "لن تغسل قدميَّ أبدا". أجابه يسوع: "إذا لم أغسلك فلا نصيب لك معي". فقال له سمعان بطرس: "يا رب، لا قدميَّ فقط، بل يديَّ ورأسي أيضا". فقال له يسوع: "من استحمّ لا يحتاج إلى غسل، بل هو كله طاهر. وأنتم أيضا أطهار، ولكن لا جميعكم". فقد كان يعرف من سيسلمه، ولذلك قال: لستم جميعكم أطهارا. فلما غسل أقدامهم لبس ثيابه وعاد إلى المائدة فقال لهم: "أتفهمون ما صنعت إليكم؟ أنتم تدعونني "المعلم والرب" وأصبتم فيما تقولون، فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الرب والمعلم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض. فقد جعلت لكم من نفسي قدوة لتصنعوا أنتم أيضا ما صنعت إليكم. (يوحنا 13/ 1-15)

 

ابتهال

قدوسٌ أنت، يا حملَ الفصح وآكلَه. قدوسٌ أنت، يا موزعَ جسدك ودمك مأكلا ومشربا. قدوسٌ أنت، يا حيا لا يموت ومحييا للأموات. أرادوا موتك وصلبوك وقد ظنوا أنهم قضوا عليك، ولم يدروا أنهم صلبوا رب المجد الذي لا يموت. المجد لك يا فصحنا الدائم، الآن وإلى الأبد. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.