2008-03-21 14:08:10

البابا في قداس عشاء الرب مساء الخميس المقدس: لا ندعنّ الضغينة تجاه الآخر تحول النفس سموما


احتفل البابا بندكتس الـ16 بقداس عشاء الرب مساء أمس الخميس في بازيليك القديس يوحنا في اللاتران بروما مفتتحا بذلك الثلاثية الفصحية وقام خلاله بغسل أرجل اثني عشر كاهنا يمثلون رسل المسيح، ودعا المؤمنين للتعبير عن المحبة الأخوية والتضامن مع ميتم "لا إيداد دي أورو" في هافانا عاصمة كوبا.

تركزت عظة الأب الأقدس على غسل الرب لأقدام التلاميذ، إذ شكل هذا العمل التواضعي بداية العبور فتحول الصليب من رمز للقتل إلى عمل عطاء وحب حتى النهاية.

إنه عمل واقعي وحقيقي لساعة يسوع التي دنت من النهاية البداية، قال البابا، فالرب يغسلنا مجددا بكلمته إن اقتبلناها متأملين ومصلين وعلى قدر كبير من الإيمان، وهي بدورها تلبسنا قوة التطهير من أوساخ وأدران متنوعة ومختلفة، من كلمات فارغة، من أحكام مسبقة، من الزيف المنتشر المبطّن والمكشوف، لنتحرر من كل ما يخنق ويفسد نفسنا ويهدد قدرتنا على طلب الحقيقة والخير.

وأشار البابا إلى أن الله يخصنا بميزة أن نكون شركاءه الشخصيين والأحياء، لأن الحب المُعطى هو دينامية المحبة سوية، وهذا يعني أن فينا حياة جديدة تنطلق من الله. لذلك أعطى يسوع تلاميذه وصية جديدة: "أحبوا بعضكم بعضا، كما أنا أحببتكم، كذلك فليحب بعضكم بعضا" (يو13،34). فالرب يسألنا النقاوة في المحبة على درب التطهير الداخلي وهو أمر جديد يهبه لنا ويزرعه في حياتنا المشتركة.

وتوقف الأب الأقدس عند رفض سمعان بطرس أن يغسل الرب قدميه لافتا إلى جواب يسوع حين قال: "من استحم لا يحتاج إلى غسل، بل هو كله طاهر" مشيرا بذلك إلى سر المعمودية الذي يرمز إلى الاستحمام بموت وقيامة المسيح، وهو عمل غيّر مجرى حياتنا في العمق، وإلى سر التوبة والمصالحة للتنقية من خطايانا اليومية ولهذا نحتاج إلى الإقرار والإعتراف بالخطايا، ومن ثم إلى التعبير عن استعدادنا لخدمة الله والقريب.

ودعا البابا بندكتس الـ16 في ختام عظته إلى التعلم من قدوة الرب في غسله أقدام تلاميذه، والخميس المقدس تابع يقول يحثنا على نبذ الضغينة تجاه الآخر جانبا كيلا تتحول في العمق سموما للنفس، ويحضنا بالتالي على تنقية ذاكرتنا باستمرار فنغفر بعضنا لبعض ومن كل القلب ونغسل أرجل بعضنا البعض، كي نحظى بسعادة الجلوس إلى مائدة الرب الأبدية.








All the contents on this site are copyrighted ©.