2008-03-21 10:29:57

البابا في قداس الميرون يدعو الكهنة للسهر والذود عن الله والتعلم الدائم والخدمة اللامتناهية للقريب ولله


ترأس البابا بندكتس الـ16 عند التاسعة والنصف من صباح اليوم الخميس قداس تبريك الميرون والزيوت المقدسة في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان وعاونه لفيف من الكرادلة والأساقفة وشاركه زهاء ألف وستمائة كاهن في أبرشية روما جددوا خلال الذبيحة الإلهية مواعدهم الكهنوتية في الذكرى السنوية لتأسيس الكهنوت الذي منحه المسيح لرسله ولخلفائه من بعدهم.

أضاء البابا في عظته على الدعوة إلى الكهنوت وشدد على صفة الكاهن المصلي والساهر كالحارس الأمين على نشر كلمة الله وعيشها ومطابقة مشيئته لإرادة الرب وطاعة له.

فالكاهن عندما يلفظ كلمة "نعم" أثناء سيامته الكهنوتية فهو مدعو إلى السهر والحراسة إزاء قوى الشر المتلبسة، وعليه أن يظل متيقظا ويقف مستعدا وجبينه عال في مواجهة تيارات الزمن والعصر، ليقول الحقيقة ويجهر بها في عمله والتزامه لأجل الخير. فالوقوف أمام الله يعني حمل أثقال البشر على كتفه لدى الرب يسوع الذي يرفعها بدوره إلى الله الآب، كذلك يتحتم عليه حمل المسيح وكلمته وحقه ومحبته إلى العالم.

الكاهن بقوله "نعم" يصبح إنسانا مستقيما، وعليه أن يكون جريئا وجاهزا لتحمل الإهانات في سبيل الرب، ليتمكن من ثم أن يخدمه متشبها بالمسيح الذي أخلى ذاته حتى الموت على الصليب. وحض البابا الكهنة على مداومة التعلم اليومي والتجدد الروحي العميق في الصلاة الدائمة واكتشاف الرب في كلمته لفعالية البشرى الإنجيلية، وحذر الكهنة من الوقوع بفخ الرتابة عندما ممارسة الأسرار المقدسة، والالتجاء دوما إلى معونة وعناية الله.

وتطرق الأب الأقدس إلى أهمية طاعة الكاهن لله والعمل بحسب إرادته القدوسة وليس انقيادا للرغبات الشخصية، وقال إن خطيئة آدم الأصلية نتجت تحديدا عن رفضه لمشيئة الله حبا بتحقيق رغبته الشخصية المستقلة، وهي تجربة الإنسانية الكبيرة. "لتكن مشيئتك لا مشيئتي" هكذا يحيا الكاهن الذي كرس نفسه بالكامل لله حرية وسعادة في طاعته ويغدو إنسانا ناضجا.

وسلط بندكتس الـ16 الضوء على الحرية الفردية التي نحياها ونتقاسمها مع الآخرين بالطاعة لمشيئة الله وتنسحب على الكاهن بنوع خاص لأنه لا يبشر بذاته بل بيسوع المسيح وبكلمته. وشدد على أن الكاهن لا يخترع الكنيسة أو يصيغها بحسب رغبته وآرائه بل بالشركة وبالطاعة وبالكلام والخدمة معها، وهو مجال جوهري لخدمة الكهنوت.

وأشار الحبر الأعظم إلى أن يسوع المسيح "يغسل أقدامنا القذرة حتى النهاية، وبوداعة خدمته وتواضع عمله يطهرنا من مرض الكبرياء فنغدو ندماء لله في وليمته السماوية" وأن انحداره العميق إلينا الذي يدفعه حب شديد حتى النهاية، لهو في الوقت عينه قمة الصعود، ترقي الإنسان الحق.








All the contents on this site are copyrighted ©.