2008-03-17 17:11:17

البابا يحتفل بالقداس الإلهي لراحة نفس المطران بولس فرج رحو في الفاتيكان


ترأس البابا بندكتس الـ16 عند الثامنة والنصف من صباح اليوم الاثنين وفي كابلة أم الفادي بالقصر الرسولي في الفاتيكان القداس الإلهي لراحة نفس المطران بولس فرج رحو رئيس أساقفة الموصل وألقى عظة في المناسبة أعرب في بدايتها عن قربه الروحي من الكاردينال عمانوئيل الثالث ديلي بطريرك بابل للكلدان وكل أساقفة الكنيسة الحبيبة في العراق الذي "يتألم، يؤمن ويصلي"، ومن جميع الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، ووجه كلمة تعزية وتشجيع كي يغرف المسيحيون العراقيون القوة والعزم من إيمانهم الثابت بالمسيح كيلا تحبط عزيمتهم في ظل الظروف الأليمة التي يعيشون.

وسطر البابا أهمية أسبوع الطقسي الذي نعيشه هذه الأيام إذ يتكلم ببلاغة على آلام يسوع في الساعات الأخيرة من حياته الأرضية: ساعات مأساوية ولكنها مشحونة بالحب والرعدة، في قلوب الرسل والتلاميذ خصوصا. ويظهر جليا التناقض بين الحقيقة والكذب، بين الوداعة واستقامة المسيح وغش أعدائه. وأضاف أن يسوع اختبر دنو ساعة موته العنيف وشعر بضيق المكائد التي حاكها له مضطهدوه، لقد اختبر القلق والخوف حتى ساعة الجسمانية، ولكنه عاش تلك اللحظات الأليمة بالشركة مع الآب وتعزية مسحة الروح القدس.

وتحدث الأب الأقدس عن إنجيل اليوم حيث يسرد يوحنا وليمة العشاء في بيت عنيا حيث مسحت المجدلية بالطيب قدمي يسوع رمز المعمودية والقيامة في آن معا. وتابع البابا يقول إن مرتا ومريم ولعازر الذي أقامه يسوع من بين الأموات، قد رافقوا المسيح حتى موته على الصليب وقيامته.

وفي آلام المسيح، قال البابا، نجد تمام الرسالة في شهادة يسوع للحقيقة وأمانته لشريعة المحبة بمواجهة حكم ظالم. وعلى خطى المسيح، حمل المطران فرج رحو صليبه، فشارك بالطريقة عينها في حمل الحق إلى بلاده المعذبة والعالم أجمع وشهد للحقيقة: لقد كان رجل سلام وحوار. وذكّر البابا بأن الأسقف الشهيد قد خص الفقراء وذوي العاهات باهتمام بالغ إذ أنشأ جمعية خاصة تدعى "فرح ومحبة" وأوكل إليها مهمة الاعتناء بأولئك الأشخاص روحيا ونفسيا وجسديا ودعم عائلاتهم وكان يشدد على ضرورة مشاهدة وجه يسوع في وجوه حاملي الإعاقات المختلفة. وأمل البابا أن تقوي قدوة المطران رحو جميع العراقيين، مسيحيين ومسلمين ذوي الإرادة الطيبة، كي يبنوا تعايشا سلميا مؤسسا على الأخوّة الإنسانية والاحترام المتبادل.

وأعرب الحبر الأعظم عن اتحاده العميق مع العائلة الكلدانية في العراق وفي بلاد الاغتراب إزاء الموت الشنيع والخاتمة اللاإنسانية التي لقيها الأسقف الشهيد والذي يرفع الصلوات لراحة نفسه المكرسة، كما أمل أن يتشفع من السماء ويبتهل للرب كي يمنح الله مؤمني تلك الأرض المتألمة شجاعة التفاؤل بمستقبل أفضل. ودعا البابا المسيحيين في العراق كي يعملوا ثابتين، على مثال المطران بولس فرج رحو الذي كرس حياته من دون تحفظ في سبيل شعبه، ويعززوا التزامهم في بناء مجتمع مسالم ومتضامن يسير على درب النمو والسلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.