2008-03-01 14:03:35

البابا يتسلم أوراق اعتماد سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الكرسي الرسولي


تسلم البابا بندكتس السادس عشر صباح الجمعة في الفاتيكان أوراق اعتماد سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة لدى الكرسي الرسولي السيدة ماري آن غلاندون، ووجه إليها كلمة ذكّر في مستهلها بزيارته الراعوية للولايات المتحدة المرتقبة في أبريل نيسان القادم. وأشار الأب الأقدس إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ـ ويُحتفل هذه السنة بالذكرى الستين لصدوره ـ كان وليد الاقتناع بأن نظاما عالميا عادلا يرتكز فقط إلى الاعتراف والدفاع عن الكرامة والحقوق غير القابلة للانتهاك لكل رجل وامرأة، وقال البابا إن هذا الاقتناع ينبغي أن يبرر كل قرار متعلق بمستقبل العائلة البشرية وأعضائها، وأضاف: كلي ثقة بأن الولايات المتحدة ستجد دوما في مبادئ القانون الخلقي المشترك مرشدا أكيدا لممارسة دورها وسط المجتمع الدولي.
ورحب الأب الأقدس بكلام السفيرة الأمريكية التي تحدثت عن جهود بلادها للتخفيف من المشاكل الخطيرة التي تعاني منها عدة دول وشعوب، وقال إن بناء مستقبل أكثر أمنا للعائلة البشرية يعني العمل أولا من أجل نمو الشعوب، لاسيما عبر ضمان الرعاية الصحية الملائمة والقضاء على الأمراض شأن الآيدز، وتوفير المزيد من فرص التعليم للشباب، وتنمية المرأة ووقف الفساد. وأكد بندكتس السادس عشر أن تقدّم العائلة البشرية ليس مهددا بآفة الإرهاب الدولي وحسب إنما أيضا بسباق التسلح واستمرار التوتر في الشرق الأوسط، وقال إنه يغتنم هذه المناسبة ليعبّر عن أمله بأن تقود المفاوضات الصبورة والشفافة إلى تقليص وإلغاء الأسلحة النووية، وأن يكون مؤتمر أنابوليس الأخير خطوة أولى في سلسلة خطوات لتحقيق سلام دائم في المنطقة. وأشار الأب الأقدس إلى أن حل هذه المشاكل يتطلب أيضا الثقة بعمل المنظمات الدولية كالأمم المتحدة التي ـ وبحسب طبيعتها ـ قادرة على تعزيز الحوار والتفاهم عبر تقريب وجهات النظر المختلفة وتنمية سياسات واستراتيجيات قادرة على مواجهة التحديات العديدة والتبدلات السريعة.
وأثنى البابا على اهتمام الولايات المتحدة بالحوار بين الأديان والحوار بين الثقافات كعامل قوة إيجابية لتحقيق السلام، وأشار إلى أن الكرسي الرسولي مقتنع بهذه القوة الروحية المتمثلة بهذا الحوار لاسيما في ما يتعلق بتعزيز اللاعنف ونبذِ الإيديولوجيات التي تشوه الدين لمآرب سياسية وتبرّر العنف باسم الله. كما وأثنى بندكتس السادس عشر في ختام كلمته إلى سفيرة الولايات المتحدة على الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لحماية عطية الحياة منذ الحبل بها وحتى نهايتها الطبيعية والحفاظ على الزواج والعائلة.
السيدة ماري آن غلاندون من مواليد عام 1938. متزوجة ولها ثلاثة أبناء. مجازة من جامعة شيكاغو في القانون المقارن. وهي أستاذة زائرة أيضا في جامعة الغريغوريانة الحبرية في روما، وترأست أيضا اللجنة البابوية للعلوم الاجتماعية.







All the contents on this site are copyrighted ©.