2008-02-27 14:28:25

البابا في المقابلة العامة: تحتاج البشرية اليوم كما في أيام أغسطينس للمعرفة وعيش واقع أساسي وهو أن الله محبة واللقاء به يعطي الجواب الأوحد عن اضطرابات القلب البشري


حث البابا بندكتس الـ16 الجميع على النمو في المحبة عبر أعمال تضامن حسية نحو الأفراد الأكثر ضعفا وعوزا، إذ في وجههم تتجلى صورة المسيح. كما شدد على أن الخيور المادية التي نعطيها للآخرين هي رمز لأكبر هبة نستطيع أن نمنحها للإخوة مع إعلان الإنجيل والشهادة له. وشدد على أن يكون زمن الصوم الحالي مدعاة لتكثيف الجهود الشخصية والجماعية في اتباع المسيح والشهادة لمحبته. كذلك دعا المؤمنين إلى حسن اكتشاف أن الله محبة وأن اللقاء به يشكل الجواب الأوحد عن اضطرابات قلب الإنسان.

هي الكلمات التي وجهها الأب الأقدس اليوم الأربعاء للمؤمنين والحجاج في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان قبل أن يتوجه إلى قاعة بولس السادس ليختم سلسلة تعليمه وتأمله الخامس عن القديس أغسطينس أحد أبرز المهتدين في تاريخ المسيحية، الذي "حقق وأنجز مسيرة اهتداء وارتداد حقيقية امتدت سحب العمر فكان مثالا يحتذي به كل إنسان".

تكلم البابا على اختبار أغسطينس الداخلي مع الإيمان وشكلت مراحل حياته مسيرة وحيدة في درب التوبة والاهتداء والتي بدأت مع تقربه التدرجي من المسيحية. فلا حدود لشغفه بالإنسان والحقيقة الذي قاده إلى البحث والتفتيش عن الله، ولكن الله ليس ببعيد إذ هو الذي صار واحدا منا بتجسده وقربه من بشريتنا. واكتمل سعيه على درب الحقيقة وبحثه الطويل عنها بإيمانه بيسوع المسيح.

وتابع البابا يقول إن أغسطينس، عندما كان أسقفا على هيبونا، وضع في متناول الجميع كل نتاج فكره وعلمه، وبنوع خاص الوعظ والمناقشة. ودأب يوميا على طلب المغفرة والمسامحة من الله، مدربا نفسه على التواضع لأجل الله، وقد دفعه تواضعه الفكري أيضا إلى وضع كل أعماله ومؤلفاته تحت مجهر النقد النيِّر والفحص الصادق.

اهتدى أغسطينس إلى المسيح الحقيقة والمحبة، فكرّس حياته له وتبعه سحب عمره فكان مثالا للباحثين عن الله؛ والبشرية اليوم، كما في أيام أغسطينس، أضاف البابا، تحتاج إلى معرفة وعيش هذا الواقع الأساسي: أن الله محبة واللقاء به يعطي الجواب الأوحد عن اضطرابات قلب الإنسان.

وختم البابا تعليمه الأسبوعي في تحيات بلغات مختلفة وجهها إلى المؤمنين والحجاج يحثهم فيها على أن يكونوا على مثال القديس أغسطينس باحثين ومفتشين دوما عن الحقيقة والسير بثقة صوب اللقاء بالرب يسوع المسيح المخلص الأوحد. ثم منح الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.