2008-02-21 16:05:25

البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير جمهورية صربيا الجديد لدى الكرسي الرسولي: فيما يتعلق بالأزمة الراهنة في كوسوفو أدعو كل الأطراف المعنية إلى التصرف بحكمة واعتدال والبحث عن حلول تعزز الاحترام المتبادل والمصالحة


تسلم البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير جمهورية صربيا الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد فلاديتا يانكوفيتش ووجه إليه كلمة قال فيها إن الكرسي الرسولي يقدر العلاقات الديبلوماسية مع صربيا، ويأمل بأن تشجع على مواصلة الجهود الرامية لبناء مستقبل سلام وازدهار ومصالحة وتعايش سلمي في المنطقة.

وأضاف الأب الأقدس أن بلدانا قليلة في القارة الأوروبية نجت من الحرب خلال القرن الماضي، وبإمكان الجميع التعلم من دروس الماضي القريب، وقال: فيما تعملون لصالح مستقبل أكثر أمنا، من الأهمية بمكان التذكّر بأن هوية بلادكم وتقاليدَها الثقافية العريقة ـ كما هي الحال في كل الدول الأوروبية ـ لهي متجذرة في إرث الإيمان المسيحي وإنجيل المحبة. وتابع البابا: إذا اخترنا العيش بحسب قيم جذورنا المسيحية، نكتشف شجاعة أن نسامح ونقبل المغفرة، أن نتصالح مع جيراننا ونبني معا حضارة المحبة. وقال الأب الأقدس إنه يدرك الآلام التي عانى منها الشعب الصربي خلال النزاعات الأخيرة معبّرا عن اهتمامه بهم وبشعوب دول البلقان الأخرى التي عانت بدورها من أحداث مؤلمة خلال السنوات العشر الماضية.

وأكد بندكتس السادس عشر أن الكرسي الرسولي يقاسمهم الرغبة الصادقة في أن يحمل السلام الذي تم بلوغه استقرارا دائما لهذه المنطقة، وقال: فيما يتعلق بالأزمة الراهنة في كوسوفو، أدعو كل الأطراف المعنية إلى التصرف بحكمة واعتدال والبحث عن حلول تعزز الاحترام المتبادل والمصالحة.

كما وعبّر الأب الأقدس عن سروره بالتقدم المحقق على صعيد العلاقات بين الأروثوذكس والمسيحيين الكاثوليك، شاكرا الكنيسة الصربية الأرثوذكسية على استضافتها في العام 2006 لقاء اللجنة المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكاثوليك والأروثوذكس. وأضاف البابا يقول إن موقع صربيا الجغرافي على الحدود بين المسيحية الشرقية والغربية يقدم لها فرصة فريدة من أجل تعزيز الحوار المسكوني، وأشار إلى أن قربها من الإسلام يقدم إمكانيات كثيرة للتقدم في الحوار بين الأديان، وقال إن هاتين المسيرتين فائقتا الأهمية من حيث بناء التفاهم المتبادل والاحترام بين الشعوب والدول في العالم المعاصر. وأكد الحبر الأعظم في ختام كلمته إلى سفير صربيا لدى الكرسي الرسولي أن الحرية الدينية لهي عنصر أساسي في بناء مجتمع ينمو فيه التناغم، معبرا عن تقديره للخطوات التي اتخذتها صربيا في السنوات الأخيرة لضمان هذا الحق الإنساني الأساسي.








All the contents on this site are copyrighted ©.