2008-02-20 15:34:14

البابا يواصل تعليمه في مقابلة الأربعاء العامة عن القديس أغسطينس "رائد العلمنة الحقة"


غصت بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان كما قاعة بولس السادس بالمؤمنين والحجاج الذين وفدوا للاستماع إلى تعليم البابا بندكتس الـ16 الأسبوعي بعد احتجابه عنهم الأسبوع الماضي لإتمام الرياضة الروحية مع أعضاء الكوريا الرومانية.

دخل الأب القدس البازيليك الفاتيكانية وحيا المؤمنين بلغات مختلفة ثم منحهم بركته الرسولية قبل أن يلج قاعة بولس السادس حيث واصل تعليمه الأسبوعي عن أهم شخصيات الكنيسة الرومانية وهو القديس أغسطينس الذي وصفه "برائد العلمنة الحقة" وعرض أبرز مؤلفاته التي أغنت الأدب العالمي والفكر والكنيسة.

وحض البابا المؤمنين على "مضاعفة الجهود من أجل توبة حقيقية والتزام إنجيلي أكثر سخاء وشهادة صريحة للمحبة" في حياتهم اليومية وعبر مسيرة الصوم الروحية نحو القيامة المجيدة.

وبالعودة إلى القديس أغسطينس قال البابا إنه كان أغزر آباء الكنيسة كتابة وتأليفا وإن "الاعترافات" تبقى الكتاب الأبرز بين مؤلفاته جميعها لأنها تسمح بمتابعة ومرافقة المسيرة الروحية الداخلية لذلك "الإنسان المولع بالله". أما في كتاب مذكراته التي دونها آخر عمره، فيعود إلى استعراض مجمل مؤلفاته ويترك لنا أجمل شهاداته عن تواضع الفكر والعلم.

فيما تظل "مدينة الله" قصة وتاريخ الإنسانية التي تقودها العناية الإلهية وحيث يتصارع فيها حبان: حب الذات حتى احتقار الله وحب الله حتى احتقار الذات. ولا شك، تابع البابا كلامه، أن الكتب العقائدية التي ألّفها حول الثالوث الأقدس والعقيدة المسيحية تهدف إلى توعية وتعليم الناس البسطاء كي يدركوا حقيقة وجوهر المسيحية ويُحفَظوا من شر وكيد الهرطقات والبدع الآخذة في الانتشار آنذاك، ويظهر في هذه المؤلفات حرص الراعي وغيرته على نشر الإنجيل  بين أبناء رعيته.

طوال أربعين عاما، دأب أغسطينس على التأليف والتعليم والتبشير والوعظ فترك زهاء ستمائة عظة وثلاثمائة رسالة أغنت معرفتنا بالكتاب المقدس وعززت بنيان الكنيسة حتى اليوم.

وإذ سأل معونة وحماية العذراء مريم للمؤمنين خلال المسيرة الصيامية نحو القيامة وعبر تمتين العلاقة الروحية مع الله ومع القريب في الشهادة للمحبة وللإنجيل، حيا البابا بندكتس الـ16 المؤمنين والحجاج بلغات مختلفة ومنحهم من ثم بركته الرسولية متمنيا لهم صوما مباركا.








All the contents on this site are copyrighted ©.